الفرق بين السلامة والصحة
أن السلامة نقيضة الهلاك ونقيض الصحة الآفة من المرض والكسر وما بسبيل ذلك ألا ترى أنه يقال سلم الرجل من علته إذا كان يخاف عليه الهلاك منها أو على شيء من جسده، وإذا لم يكن يخاف عليه ذلك منها لم يقل سلم منها وقيل صح منها، هذا على أن السلامة نقيضة الهلاك وليست الصحة كذلك وفي هذا وقوع الفرق بينهما، ثم كثر استعمال السلامة حتى قيل للمتبرئ من العيب سالم من العيب، والسلامة عند المتكلمين زوال الموانع والآفات عن من يجوز عليه ذلك ولا يقال لله سالم لان الآفات غير جائزة عليه ولا يقال له صحيح لان الصحة تقتضي منافاة المرض والكسر ولا يجوزان على الله تعالى.
الفرق بين السلامة والصحة
قيل: الصحة البرء من المرض، والبراءة من كل عيب.والسلامة: الخلوص من الآفات.
الفرق بين الصحة والعافية
أن الصحة أعم من العافية يقال رجل صحيح وآلة صحيحة وخشبة صحيحة إذا كانت ملتئمة لا كسر فيها ولا يقال خشبة معافاة، وتستعار الصحة فيقال صححت القول وصح لي على فلان حق، ولا تستعمل العافية في ذلك، والعافية مقابلة المرض بما يضاده من الصحة فقط والصحة تنصرف في وجوه على ما ذكرناه، وتكون العافية ابتداء من غير مرض وذلك مجاز كأنه فعل ابتداء ما كان من شأنه أن ينافي المرض يقال خلقه الله معافى صحيحا، ومع هذا فإنه لا يقال صح الرجل ولا عوفي إلا بعد مرض يناله، والعافية مصدر مثل العاقبة والطاغية وأصلها الترك من قوله تعالى " فمن عفى له من اخيه شيء " أي ترك له، وعفت الدار تركت حتى درست ومنه " اعفوا اللحى " أي أتركوها حتى تطول ومنه العفو عن الذنب وهو ترك المعاقبة عليه وعافاه الله من المرض تركه منه بضده من الصحة، وعفاه يفعوه وإعتفاه يعتفيه إذا أتاه يسأله تاركا لغيره.
الفرق بين الصحة والقدرة
أن الصحة يوصف بها المحل والآلات، والقدرة تتعلق بالجملة فيقال غير صحيحة وحاسة صحيحة، ولا يقال عين قادرة وحاسة قادرة.