الفرق بين العزم والهم
قال الطبرسي، العزم هو تصميم القلب على الشيء، والنفاذ فيه بقصد ثابت.والهم يأتي على وجوه: ومنها العزم على الفعل كقوله تعالى: \" إذ هم قوم أن ببسطوا إليكم أيديهم \" أي صمموا النية وعزموا عليه، فيرادف العزم. ومنها خطور الشيء في البال، وإن لم يقع العزم عليه، لقوله تعالى: \" إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما \". يعنى أن الفشل خطر ببالهم، ولو كان هنا عزما لما كان الله وليهما، لان العزم على المعصية معضصية.ولا يجوز أن يكون الله ولي من عزم على الفرار عن نصره به، ويقوي ذلك قول كعب بن زهير بن أبي سلمى: ومن فاعل للخير إن هم أو عزم وكم فيهم من فارس متوسع ففرق بين الهم والعزم.ومنها: أن يكون بمعنى المقاربة. قال ذو الرمة: وقد هم دمعي أن تلج أوائله أقول لمسعود بجرعاء مالك والدمع لا يجوز عليه العزم.ومعناه كاد وقرب.ومنها الشهوة وميل الطبع. يقول القائل فيما يشتهيه، ويميل طبعه إليه: هذا أهم الاشياء إلي.وفي ضده: ليس هذا من همي ! .
الفرق بين الهمة والهم
أن الهمة إتساع الهم وبعد موقعه ولهذ يمدح بها الانسان فيقال فلان ذو همة وذو عزيمة، وأما قولهم فلان بعيد الهمة وكبير العزيمة، فلان بعض الهمم يكون أبعد من بعض وأكبر من بعض، وحقيقة ذلك أنه يهتم بالامور الكبار، والهم هو الفكر في إزالة المكروه واجتلاب المحبوب ومنه يقال أهم بحاجتي، والهم أيضا الشهوة قال الله تعالى \" ولقد همت به وهم بها \" أي عزمت هي على الفاحشة واشتهاها هو والشاهد على صحة هذا التأويل قيام الدلالة على أن الانبياء صلوات الله عليهم لا يعزمون على الفواحش وهذا مثل قوله تعالى \" إن الله وملائكته يصلون على النبي \" والصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الآدميين الدعاء، وقوله تعالى \" شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة \" فالشهادة من الله تعالى إخبار وبيان ومنهم إقرار، والهم أيضا عند الحزن الذي يذيب البدن من قولك هم الشحم إذا أذابه.وسنذكر الفروق بين الهم والغم والحزن في بابه إن شاء الله
الفرق بين الهم والارادة
أن الهم آخر العزيمة عند مواقعة الفعل قال الشاعر: تركت على عثمان تبكي حلائله هممت ولم أفعل وكدت وليتني ويقال هم الشحم إذا أذابه وذلك أن ذوبان الشحم آخر أحواله، وقيل الهم تعلق الخاطر بشيء له قدرة في الشدة، والمهمات الشدائد، وأصل الكلمة الاستقصاء ومنه هم الشحم إذا أذابه حتى أحرقه وهم المرض إذا هبط.
الفرق بين الهم والغم
أن الهم هو الفكر في إزالة المكروه واجتلاب المحبوب، وليس هو من الغم في الشيء ألا ترى أنك تقول لصاحبك اهتم في حاجتي ولا يصح أن تقول اغتم بها.والغم معنى ينقبض القلب معه ويكون لوقوع ضرر قد كان أو توقع ضرر يكون أو يتوهمه وقد سمي الحزن الذي تطول مدته حتى يذيب البدن هما، وإشتقاقه من قولك إنهم الشحم إذا ذاب، وهمه إذا أذابه.
الفرق بين الهم والغم
قيل: الغم: ما لا يقدر الانسان على إزالته كموت المحبوب. * والهم: ما يقدر على إزالته، كالافلاس مثلا. قلت: ويؤيده قوله تعالى في وصف أهل النار: " كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم اعيدوا ". فإنهم لم يكونوا قادرين على إزالة مابهم من العذاب.وقيل: الهم: قبل نزول الامر، ويطرد النوم، والغم. بعد نزول الامر، ويجلب النوم. كذا في مجمع البحرين.وأما الحزن فهو الاسف على مافات.
الفرق بين الهم والقصد
أنه قد يهم الانسان بالامر قبل القصد إليه وذلك أنه يبلغ آخر عزمه عليه ثم يقصده.