معجم اللغة العربية المعاصرة 1
حَرار
[مفرد]: مصدر حَرَّ6.
معجم الغني 1
حَرَّارٌ
[ح ر ر]. (صِيغَةُ فَعَّال).: بائِعُ الحَريرِ.
الرائد 1
حرار
1-صانع الحرير. 2-بائع الحرير.
المعجم الوسيط 1
الْحرار
بَائِع الْحَرِير وصانعه
معجم اللغة العربية المعاصرة 1
حرَّرَ
يُحرِّر، تَحْريرًا، فهو مُحرِّر، والمفعول مُحرَّر
، حرَّر العبدَ : أعتقه "حرَّر رقبتَه- {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} ".
، حرَّر الكتابَ وغيرَه : أصلحه وجوَّد خطَّه.
، حرَّر الصَّحيفةَ أو المجلةَ : أشرف على إعدادها وأسهم في كتابة موادّها "حرَّر مقالاً على عجل".
، حرَّر الولدَ : نذره لطاعة الله وخدمة بيته " {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ".
، حرَّر الرِّسالةَ ونحوَها : كتبها "حرَّر الشُّرطيُّ مُخالفةً لقائد السَّيّارة/ محضرًا بالحادثة".
، حرَّر النِّظامَ : جعله أكثر حرّيّة وأقلّ التزامًا "حرّر المعاملات الاقتصاديّة". ... المزيد
معجم الغني 22
حَرَّ
[ح ر ر]. (ف: ثلا. لازم). حَرَّرْتُ، أَحَرُّ، مص. حَرارٌ، حُرِّيَّةٌ حَرَّ العَبْدُ حَرَاراً: خَلُصَ مِنَ العُبودِيَّةِ حَرَّ الرَّجُلُ حُرِّيَّةً:كانَ حُرَّ الأَصْلِ.
حَرَّ
[ح ر ر]. (ف: ثلا. لازمتع). حَرَرْتُ، أَحُرُّ، حُرَّ، مص. حَرٌّ حَرَّ الماءَ: سَخَّنَهُ حَرَّ الأرْضَ: سَوَّاها حَرَّتِ الْمَرْأَةُ: طَبَخَتِ الحَريرَةَ.
حَرَّ
[ح ر ر]. (ف: ثلا. لازم). حَرَّ، يَحُرُّ، مص. حَرارَةٌ، حُرورٌ حَرَّ الصَّيْفُ: سَخُنَ، اِشْتَدَّتْ حَرارَتُهُ حَرَّ الماءُ: سَخُنَ. "حَرَّ الْهَواءُ" حَرَّ القَتْلُ: اِشْتَدَّ.
حَرَّ
[ح ر ر]. (ف: ثلا. لازم). حَرَرْتُ، أَحَرُّ، مص. حَرَّةٌ، حِرَّةٌ، حَرارَةٌ حَرَّ الرَّجُلُ: عَطِشَ حَرَّ كَبِدُهُ: يَبِسَتْ مِنْ عَطَشٍ أَوْ حُزْنٍ أَو مَرَضٍ.
حَرٌّ
[ح ر ر]. (مص. حَرَّ). اِشْتَدَّ حَرُّ الصَّيْفِ: سُخونَتُهُ، حَرارَتُهُ عَكْسَ البَرْدُ.
حُرٌّ
ج: أَحْرارٌ، حَرائِرُ، حُرَّاتٌ. [ح ر ر] أَصْبَحَ حُرّاً: تَحَرَّرَ بَعْدَما كانَ عَبْداً هُوَ حُرٌّ في جَميعِ تَصَرُّفاتِهِ: يَتَصَرَّفُ بِلا قَيْدٍ أَوْ ضابِطٍ. "الحُرُّ حُرٌّ وَلَوْ مَسَّهُ الضُّرُّ" اِمْرَأَةٌ حُرَّةٌ: طَليقَةٌ، أو كَريمَةٌ حُرَّةُ الشَّهْرِ: أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ رَمْلَةٌ حُرَّةٌ: لا طِينَ فيها سَحابَةٌ حُرَّةٌ: كَثيرَةُ الْمَطَرِ ناضَلَتِ البِلادُ العَرَبِيَّةُ ضِدَّ الاِسْتِعْمارِ لِتُصْبِحَ حُرَّةً: مُسْتَقِلَّةً، تَتَصَرَّفُ في أُمورِها بِإِرادَتِها يَمْلِكُ فَرَساً حُرّاً: أَصيلاً يُنْتِجُ عَسَلاً حُرّاً: صَافِياً غَيْرَ مُخْتَلِطٍ بِمادَّةِ السُّكَّرِ مِهْنَةُ الْمُحاماةِ مِنَ المِهَنِ الحُرَّةِ: المِهَنُ الَّتِي لا تَخْضَعُ لِنِظامِ الإِداراتِ و الْمُؤَسَّساتِ الرَّسْمِيَّةِ، وَلَها قانُونُها الْمُسْتَقِلُّ. ... المزيد
حَرَّرَ
[ح ر ر]. (ف: ربا. متعد). حَرَّرْتُ، أُحَرِّرُ، حَرِّرْ، مص. تَحْريرٌ حَرَّرَ العَبْدَ: أَعْتَقَهُ حَرَّرَ رِسالَةً لأَهْلِهِ: كَتَبَها حَرَّرَ الوَطَنِيُّونَ البِلادَ مِنَ الْمُسْتَعْمِرِ: جَعَلوها حُرَّةً مُسْتَقِلَّةً حَرَّرَ الكِتابَ: أَصْلَحَهُ وَحَسَّنَ خَطَّهُ، جَوَّدَهُ حَرَّرَ الوَزْنَ: ضَبَطَهُ وَدَقَّقَ فيهِ. ... المزيد
حارٌّ
[ح ر ر]. كانَ الجَوُّ حارّاً: شَديدَ الحَرارَةِ. "عَادَ مِنْ بِلاَدٍ كَانَتْ شَمْسُهَا حَارَّةً".
حَرَّى
جمع حَرَّان. [ح ر ر] زَفَراتٌ حَرَّى: شَديدَةُ اللَّوْعَةِ يَسْكُبُ دُموعاً حَرَّى: حارَّةٌ.
تَحَرَّرَ
[ح ر ر]. (ف: خما. لازم، م. بحرف). تَحَرَّرْتُ، أَتَحَرَّرُ، تَحَرَّرْ مص. تَحَرُّرٌ تَحَرَّرَ العَبْدُ مِنْ حَيَاةِ العُبُودِيَّةِ: صَارَ حُرّاً تَحَرَّرَ الشَّعْبُ مِنَ الاِسْتِعْمَارِ: تَخَلَّصَ مِنْهُ تَحَرَّرَ مِنْ كُلِّ قَيْدٍ أَوِ الْتِزاَمٍ: نَفَضَ يَدَهُ.
تَحَرُّرٌ
[ح ر ر] (مص. تَحَرَّرَ) تَحَرُّرُ العَبْدِ: اِنْعِتَاقُهُ مِنَ العُبُودِيَّةِ تَحَرُّرُ الشَّعْبِ مِنَ الاسْتِعْمَارِ: التَّخَلُّصُ مِنْهُ التَّحَرُّرُ مِنْ كُلِّ قَيْدٍ أَوِ الْتِزَامٍ: نَفْضُ اليَدِ مِن...
حَرِيرٌ
[ح ر ر]. تَلْبَسُ قَمِيصاً مِنْ حَرِيرٍ: نَسِيجٌ نَاعِمٌ مِنْ خُيوطٍ دَقِيقَةٍ تُفْرِزُهَا دُودَةُ القَزِّ". "نُرَبِّي دُودَ الحَرِيرِ وَنحْصُلُ عَلَى مَوْسِمِ القَزِّ" (حنا مينه).
حُرِّيَّةٌ
[ح ر ر] حَقَّقَ الشَّعْبُ حُرِّيَّتَهُ: أصْبَحَ سَيِّدَ أُمُورِهِ يُسَيِّرُهَا وَيُمَارِسُهَا كَمَا يُرِيدُ، التَّخَلُّصُ مِنَ السَّيْطَرَةِ الأجْنَبِيَّةِ مِنْ حُقُوقِ الإنْسَانِ أنْ يَتَمَتَّعَ كُلُّ مَوَاطِنٍ بِحُرِّيَّةِ التَّجَوُّلِ وَحُرِّيَّةِ الرَّأْيِ وَحُرِّيَّةِ الاعْتِقَادِ وَحُرِّيَّةِ التَّعْبِيرِ: حَقُّهُ فِي اخْتِيَارِ مَا يُرِيدُ حَسَبَ اعْتِقَادِهِ، اِقْتِنَاعِهِ. أ. الحُرِّيَّةُ الفَرْدِيَّةُ: ما يَنْبَغِي أَنْ يَتَمَتَّعَ بِهِ الْمُواطِنُ مِنَ الحُقوقِ الْمَدَنِيَّةِ الَّتِي يُخَوِّلُها لَهُ القانونُ. ب. الحُرِّيَّةُ السِّيَاسِيَّةُ: هِيَ حَقُّ الْمُوَاطِنِ فِي التَّمَتُّعِ بِحُقُوقِ الْمُوَاطَنَةِ فِي ظِلِّ نِظَامٍ دِيمُقْرَاطِيٍّ. ج. حُرِّيَّةُ الاِعْتِقَادِ: هِيَ حَقُّ الإنْسَانِ أنْ يَعْتَقِدَ الدِّينَ الَّذي يَرْتَئِيهِ. د. حُرِّيَّةُ النَّشْرِ: حَقُّ الإنْسَانِ فِي أنْ يَكْتُبَ وَيَنْشُرَ آرَاءَهُ وأفْكَارَهُ. هـ. الحرِّيَّةُ الطَّبِيعِيَّةُ: حَقُّ الإِنْسَانِ فِي أنْ يَتَصَرَّفَ فِي الحَيَاةِ بِطَبِيعَةٍ دُونَ أيِّ ضَغْطٍ خَارِجِيٍّ. و. الحُرِّيَّةُ الْمَدَنِيَّةُ: هِيَ حَقُّ الْمُوَاطِنِ أنْ يَتَصَرَّفَ وَيَعْمَلَ حَسَبَ القوَانِينِ الْمَدَنِيَّةِ. ... المزيد
حَرُورٌ
[ح ر ر] حَرُورُ الشَّمْسِ: حَرُّهَا. فاطر آية 21وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالبَصِيرُ وَلاَ الظُّلُماتُ وَلاَ النُّورُ، وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ (قرآن) حَرُورُ النَّارِ: شِدَّةُ حَرَارَتِهَا بَلَدٌ حَرُورٌ: حَرُّهُ دَائِمٌ أشْعَلَ الحَرورَ: النَّارَ. ... المزيد
مُحَرَّرٌ
[ح ر ر]. (مفع. مِنْ حَرَّرَ) مُحَرَّرٌ مِنْ كُلِّ عُبُودِيَّةٍ: مُعْتَقٌ أَرْضٌ مُحَرَّرَةٌ: تَمَّ تَحْرِيرُهَا مِنَ الاِحْتِلاَلِ مَقَالٌ مُحَرَّرٌ: مَكْتُوبٌ.
مُحَرِّرٌ
[ح ر ر]. (فَا. مِنْ حَرَّرَ) مُحَرِّرُ البِلاَدِ: مَنْ حَرَّرَهَا مِنَ العُبُودِيَّةِ وَالانْعِتَاقِ وَقَادَهَا إِلَى الْحُرِّيَّةِ مُحَرِّرٌ فِي الجَرِيدَةِ: مَنْ يَكْتُبُ فِيهَا وَيُنَسِّقُ مَوَاضِيعَهَا.
تَحْرِيرٌ
[ح ر ر] . (مص. حَرَّرَ) هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ تَحْرِيرِهِ: مِنْ إِنْشَائِهِ تَوَلَّى إِدَارَةَ تَحْرِيرِ الْمَجَلَّةِ: مَنْ يُشْرِفُ عَلَيْهَا أَدَبِيّاً وَيُرَاقِبُ مُعَامَلاَتِهَا وَيُحَرِّرُها. "رَئِيسُ التَّحْرِيرِ" زَعِيمٌ ساهَمَ فِي تَحْرِيرِ شَعْبِهِ: فِي انْعِتَاقِهِ وَتَخْلِيصِهِ مِنَ الاحْتِلاَلِ الأَجْنَبِيِّ تَحْرِيرُ السَّجِينِ: إِطْلاَقُهُ مِنَ الأَسْرِ . ... المزيد
حَرارَةٌ
[ح ر ر]. (مص. حَرَّ) اِشْتَدَّتِ الحَرارَةُ: السُّخونَةُ ميزانُ الحَرارَةِ: آلَةٌ لِمَعْرِفَةِ مَدَى ارْتِفاعِ الحَرِّ في جِسْمِ الإِنْسانِ عَرَفَ جِسْمُهُ ارْتِفاعاً في الحَرارَةِ: اِرْتِفاعُ دَرَجِةِ الحُمَّى اِسْتَقْبَلَهُ بِحَرارَةٍ: بِشَوْقٍ زائِدٍ وَعاطِفَةٍ ظاهِرَةٍ. ... المزيد
حَرِيرَةٌ
[ح ر ر] حَرِيرَةُ ثَوْبٍ: القِطْعَةُ مِنَ الحَرِيرِ يَشْرَبُ الحَرِيرَةَ فِي كُلِّ مَساءٍ: حِسَاءٌ مِنْ دَقِيقٍ وَمَاءٍ وَقَطانِيَّاتٍ أوْ خُضَرٍ. "شُرْبَةُ الحَرِيرَةِ مْن أَطْعِمَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِالْمَغْرِبِ".
حَرِيرِيٌّ
[ح ر ر]. (مَنْسُوبٌ إلَى الحَرِير) تَمْلِكُ فَسَاتِينَ حَرِيرِيَّةً: فَسَاتِينَ مَصْنُوعَةً مِنَ الحَرِيرِ اِشْتَرَتْ مَنْسُوجَاتٍ حَرِيرِيَّةً مِنَ الحَرِيرِيِّ: مِنْ بَائِعِ الحَرِيرِ وَصَانِعِهِ.
مُتَحَرِّرٌ
[ح ر ر]. (فا. من حَرَّرَ). مُتَحَرِّرٌ مِنْ كُلِّ قَيْدٍ: مُتَخَلِّصٌ.
مَحْرُورٌ
[ح ر ر]. (مفع. مِنْ حَرَّ) وَلَدٌ مَحْرُورٌ: مَنْ أَصَابَتْهُ حَرَارَةُ الْحَرِّ رَجُلٌ مَحْرُورٌ: مُهَيَّجٌ.
الرائد 1
حرر
1-العبد: حعله حرا، أطلقه من العبودية. 2-البلد: خلصه من المستعمرين أو من الظالمين. 3-الولد: جعله في خدمة بيت الله. 4-الكتاب أو غيره: قومه وحسنه وجود خطه. 5-الوزن: دقق فيه. 6-الرمي: أحكمه. 7-المعنى: استخلصه.
مختار الصحاح 1
حرر
(الحَرُّ) ضد البرد و(الحَرَارةُ) ضد البرودة. و(الحَرَّةُ) أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أُحرقت بالنار والجمع (الحِرَارُ) بالكسر و(الحرّاثُ) و(حَرُّونَ) أيضا جمعوه بالواو والنون كما قالوا: أرضون و(إحَرَّون) كأنه جمع إحرة. و(الحَرّانُ) العطشان والأنثى (حَرَّى) كعطشى. و(الحُرُّ) ضد العبد، و(حُرُّ) الوجه ما بدا من الوجنة. وساق حر ذكر القماري. و(أحْرَارُ) البقول بالفتح ما يؤكل غير مطبوخ. و(الحُرّةُ) الكريمة يقال: ناقة (حُرّةٌ) و(الحُرّةُ) ضد الأمة. وطين (حُرٌّ) لا رمل فيه ورملة (حُرّةٌ) لا طين فيها والجمع (حَرَائر). و(الحَرِيرةُ) واحدة (الحَرِيرِ) من الثياب، وهي أيضا دقيق يطبخ بلبن. و(الحَرُورُ) بالفتح الريح الحارة وهي بالليل كالسموم بالنهار. قال أبو عبيدة: (الحَرُورُ) بالليل وقد يكون بالنهار والسموم بالنهار وقد يكون بالليل. و(حَرَّ) العبد يحر (حَرَارا) بالفتح أي عتق و(حَرَّ) الرجل يحر (حُرِّيَّةً) بالضم من حرية الأصل. و(حَرَّ) الرجل يحر (حَرَّةً) بالفتح عطش. هذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع. وأما (حَرَّ) النهار ففيه ثلاث لغات: تقول: حررت يا يوم بالفتح تحر بالضم حرا وحررت بالفتح تحر بالكسر حرا وحررت بالكسر تحر بالفتح حرا. و(الحَرَارَةُ) و(الحُرُورُ) مصدران كالحر و(أحَرَّ) النهار لغة فيه. قال الفراء: رجل (حُرٌّ) بين (الحُّرُورةِ) بفتح الحاء وضمها. و(تَحْريرُ) الكتاب وغيره تقويمه. وتحرير الرقبة عتقها. وتحرير الولد أن تفرده لطاعة الله وخدمة المسجد. ... المزيد
لسان العرب 1
حرر
الحَرُّ ضِدُّ البَرْدِ والجمع حُرُورٌ وأَحارِرُ على غير قياس من وجهين أَحدهما بناؤه والآخر إِظهار تضعيفه قال ابن دريد لا أَعرف ما صحته والحارُّ نقيض البارد والحَرارَةُ ضِدُّ البُرُودَةِ أَبو عبيدة السَّمُومُ الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل والحَرُورُ الريح الحارَّة بالليل وقد تكون بالنهار قال العجاج ونَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ سَبائِباً كَسَرَقِ الحَريرِ الجوهري الحَرُورُ الريح الحارَّة وهي بالليل كالسَّمُوم بالنهار وأَنشد ابن سيده لجرير ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّنا لَدَى فَرَسٍ مْسْتَقْبِلِ الرِّيحِ صائم مستن الحرور مشتدّ حرها أَي الموضع الذي اشتدّ فيه يقول نزلنا هنالك فبنينا خِباءً عالياً ترفعه الريح من جوانبه فكأَنه فرس صائم أَي واقف يذب عن نفسه الذباب والبعوض بسَبِيبِ ذَنَبِهِ شبه رَفْرَفَ الفُسْطاطِ عند تحركه لهبوب الريح بسَبِيبِ هذا الفرس والحَرُورُ حر الشمس وقيل الحَرُورُ استيقاد الحرّ ولَفْحُه وهو يكون بالنهار والليل والسَّمُوم لا يكون إِلا بالنهار وفي التنزيل ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ قال ثعلب الظل ههنا الجنة والحرور النار قال ابن سيده والذي عندي أَن الظل هو الظل بعينه والحرور الحرّ بعينه وقال الزجاج معناه لا يستوي أَصحاب الحق الذين هم في ظل من الحق وأَصحاب الباطل الذين هم في حَرُورٍ أَي حَرٍّ دائم ليلاً ونهاراً وجمع الحَرُور حَرائِرُ قال مُضَرِّسٌ بِلَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها وفاضَتْ عليها شَمْسُهُ وحَرائِرُهْ وتقول
( * قوله « وتقول إِلخ » حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في القاموس والمصباح وغيرهما وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي والمضارع ) حَرَّ النهارُ وهو يَحِرُّ حَرّاً وقد حَرَرْتَ يا يوم تَحُرُّ وحَرِرْتَ تَحِرُّ بالكسر وتَحَرُّ الأَخيرة عن اللحياني حَرّاً وحَرَّةً وحَرارَةً وحُرُوراً أَي اشتدَّ حَرُّكَ وقد تكون الحَرارَةُ للاسم وجمعها حينئذ حَراراتٌ قال الشاعر بِدَمْعٍ ذِي حَراراتٍ على الخَدَّيْنِ ذي هَيْدَبْ وقد تكون الحَراراتُ هنا جمع حَرَارَةٍ الذي هو المصدر إِلا أَن الأَوَّل أَقرب قال الجوهري وأَحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائي الكسائي شيء حارٌّ يارٌّ جارٌّ وهو حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ وقال اللحياني حَرِرْت يا رجل تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً قال ابن سيده أُراه إِنما يعني الحَرَّ لا الحُرِّيَّةَ وقال الكسائي حَرِرْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير وقال ابن الأَعرابي حَرَّ يَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ وحَرَّ يَحَرُّ حُرِّيَّةً من حُرِّيَّة الأَصل وحَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ قال الجوهري فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل وفي حديث الحجاج أَنه باع مُعْتَقاً في حَرارِه الحرار بالفتح مصدر من حَرَّ يَحَرُّ إِذا صار حُرّاً والاسم الحُرِّيَّةُ وحَرَّ يَحِرُّ إِذا سَخُنَ ماء أَو غيره ابن سيده وإِني لأَجد حِرَّةً وقِرَّة لله أَي حَرّاً وقُرّاً والحِرَّةُ والحَرارَةُ العَطَشُ وقيل شدته قال الجوهري ومنه قولهم أَشَدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ إِذا عطش في يوم بارد ويقال إِنما كسروا الحرّة لمكان القرَّة ورجل حَرَّانُ عَطْشَانُ من قوم حِرَارٍ وحَرارَى وحُرارَى الأَخيرتان عن اللحياني وامرأَة حَرَّى من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى عَطْشى وفي الحديث في كل كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ الحَرَّى فَعْلَى من الحَرِّ وهي تأْنيث حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ من العَطَشِ قال ابن الأَثير والمعنى أَن في سَقْي كل ذي كبد حَرَّى أَجراً وقيل أَراد بالكبد الحرى حياة صاحبها لأَنه إِنما تكون كبده حرى إِذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان ويشهد له ما جاء في الحديث الآخر في كل كبد حارّة أَجر والحديث الآخر ما دخل جَوْفي ما يدخل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ وما جاء في حديث ابن عباس أَنه نهى مضارِبه أَن يشتري بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ وفي حديث آخر في كل كبد حرى رطبة أَجر قال وفي هذه الرواية ضعف فأَما معنى رطبة فقيل إِن الكبد إِذا ظمئت ترطبت وكذا إِذا أُلقيت على النار وقيل كنى بالرطوبة عن الحياة فإِن الميت يابس الكبد وقيل وصفها بما يؤول أَمرها إِليه ابن سيده حَرَّتْ كبده وصدره وهي تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً وحَراراً قال وحَرَّ صَدْرُ الشيخ حتى صَلاَّ أَي التهبتِ الحَرَارَةُ في صدره حتى سمع لها صَليلٌ واسْتَحَرَّتْ كلاهما يبست كبده من عطش أَو حزن ومصدره الحَرَرُ وفي حديث عيينة بن حِصْنٍ حتى أُذِيقَ نَسَاهُ من الحَرِّ مِثْلَ ما أَذَاقَ نَسايَ يعني حُرْقَةَ القلب من الوجع والغيظ والمشقة ومنه حديث أُم المهاجر لما نُعِيَ عُمَرُ قالت واحَرَّاه فقال الغلام حَرٌّ انْتَشَر فملأَ البَشَرَ وأَحَرَّها اللهُ والعرب تقول في دعائها على الإِنسان ما له أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه أَي أَعطشه وقيل معناه أَعْطَشَ الله هامَتَه وأَحَرَّ الرجلُ فهو مُحِرٌّ أَي صارت إِبله حِرَاراً أَي عِطاشاً ورجل مُحِرٌّ عطشت إِبله وفي الدعاء سلط الله عليه الحِرَّةَ تحت القِرَّةِ يريد العطش مع البرد وأَورده ابن سيده منكراً فقال ومن كلامهم حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ أَي عطشٌ في يوم بارد وقال اللحياني هو دعاء معناه رماه الله بالعطش والبرد وقال ابن دريد الحِرَّةُ حرارة العطش والتهابه قال ومن دعائهم رماه الله بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي بالعطش والبرد ويقال إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوَةً في فمي أَي حَرارةً ولَذْعاً والحَرارَةُ حُرْقَة في الفم من طعم الشيء وفي القلب من التوجع والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ وسيأْتي ذكره وقال ابن شميل الفُلْفُلُ له حَرارَة وحَراوَةٌ بالراء والواو والحَرَّة حرارة في الحلق فإِن زادت فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَة ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الْفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثم العَسْفُ وهو عند خروج الروح وامرأَة حَرِيرَةٌ حزينة مُحْرَقَةُ الكبد قال الفرزدق يصف نساء سُبِينَ فضربت عليهن المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِدَاحُ خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً ودارَتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ وفي التهذيب المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وحَرِيراتٌ أَي محرورات يَجِدْنَ حَرارَة في صدورهن وحَرِيرَة في معنى مَحْرُورَة وإِنما دخلتها الهاء لما كانت في معنى حزينة كما أُدخلت في حَمِيدَةٍ لأَنها في معنى رَشِيدَة قال والمِجْلَدُ قطعة من جلد تَلْتَدِمُ بها المرأَة عند المصيبة والمُكَتَّبَةُ السهام التي أُجِيلَتْ عليهن حين اقتسمن واستهم عليهن واسْتَحَرَّ القتلُ وحَرَّ بمعنى اشتدَّ وفي حديث عمر وجَمْع القرآن إِن القتل قد اسْتَحَرَّ يوم اليمامة بِقُرَّاءِ القرآن أَي اشتدَّ وكثر وهو استفعل من الحَرِّ الشِّدَّةِ ومنه حديث عليٍّ حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ وأَما ما ورد في حديث علي عليه السلام أَنه قال لفاطمة لو أَتَيْتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأَلته خادماً يَقِيكَ حَرَّ ما أَنتِ فيه من العمل وفي رواية حارَّ ما أَنت فيه يعني التعب والمشقة من خدمة البيت لأَن الحَرارَةَ مقرونة بهما كما أَن البرد مقرون بالراحة والسكون والحارُّ الشاق المُتْعِبُ ومنه حديث الحسن بن علي قال لأَبيه لما أَمره بجلد الوليد بن عقبة وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى قارَّها أَي وَلِّ الجَلْدَ من يَلْزَمُ الوليدَ أَمْرُه ويعنيه شأْنُه والقارّ ضد الحارّ والحَرِيرُ المَحْرُورُ الذي تداخلته حَرارَةُ الغيظ وغيره والحَرَّةُ أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بالنار والحَرَّةُ من الأَرضين الصُّلبة الغليظة التي أَلبستها حجارة سود نخرة كأَنها مطرت والجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ قال سيبويه وزعم يونس أَنهم يقولون حَرَّةٌ وحَرُّونَ جمعوه بالواو والنون يشبهونه بقولهم أَرض وأَرَضُونَ لأَنها مؤنثة مثلها قال وزعم يونس أَيضاً أَنهم يقولون حَرَّةٌ وإِحَرُّونَ يعني الحِرارَ كأَنه جمع إِحَرَّةٍ ولكن لا يتكلم بها أَنشد ثعلب لزيد بن عَتاهِيَةَ التميمي وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصِفِّين قد انهزم ولحق بالكوفة وكان عليّ رضي الله عنه قد أَعطى أَصحابه يوم الجمل خمسمائة خمسمائة من بيت مال البصرة فلما قدم زيد على أَهله قالت له ابنته أَين خمس المائة ؟ فقال إِنَّ أَباكِ فَرَّ يَوْمَ صِفِّينْ لما رأَى عَكّاً والاشْعَرِيين وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنيين وابنَ نُمَيرٍ في سراةِ الكِنْدِين وذا الكَلاعِ سَيِّدَ اليمانين وحابساً يَسْتَنُّ في الطائيين قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ هَلْ تَفِرِّين ؟ لا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحَرِّين والخَمْسُ قد جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّين جَمْزاً إِلى الكُوفةِ من قِنِّسْرِينْ ويروى قد تُجْشِمُكِ وقد يُجْشِمْنَكِ وقال ابن سيده معنى لا خمس ما ورد في حديث صفين أَن معاوية زاد أَصحابه يوم صفين خمسمائة فلما التَقَوْا بعد ذلك قال أَصحاب علي رضوان الله عليه لا خمس إِلا جندل الإِحرِّين أَرادوا لا خمسمائة والذي ذكره الخطابي أَن حَبَّةَ العُرَنيَّ قال شهدنا مع عليّ يوم الجَمَلِ فقسم ما في العسكر بيننا فأَصاب كل رجل منا خمسمائة خمسمائة فقال بعضهم يوم صفين الأَبيات قال ابن الأَثير ورواه بعضهم لا خِمس بكسر الخاء من وِردِ الإِبل قال والفتح أَشبه بالحديث ومعناه ليس لك اليوم إِلا الحجارة والخيبة والإِحَرِّينَ جمع الحَرَّةِ قال بعض النحويين إِن قال قائل ما بالهم قالوا في جمع حَرَّةٍ وإِحَرَّةَ حَرُّونَ وإِحَرُّون وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَةٍ وثُبة وليست حَرَّة ولا إِحَرَّة مما حذف منه شيء من أُصوله ولا هو بمنزلة أَرض في أَنه مؤَنث بغير هاء ؟ فالجواب إِن الأَصل في إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ وهي إِفْعَلَة ثم إنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد فأَسكنوا الأَوَّل منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده فلما دخل على الكلمة هذا الإِعلال والتوهين عوّضوها منه أَن جمعوها بالواو والنون فقالوا إِحَرُّونَ ولما فعلوا ذلك في إِحَرَّة أَجروا عليها حَرَّة فقالوا حَرُّونَ وإِن لم يكن لحقها تغيير ولا حذف لأَنها أُخت إِحَرَّة من لفظها ومعناها وإِن شئت قلت إِنهم قد أَدغموا عين حَرَّة في لامها وذلك ضرب من الإِعلال لحقها وقال ثعلب إِنما هو الأَحَرِّينَ قال جاء به على أَحَرَّ كأَنه أَراد هذا الموضع الأَحَرَّ أَي الذي هو أَحَرُّ من غيره فصيره كالأَكرمين والأَرحمين والحَرَّةُ أَرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كبيرة كانت بها وقعة وفي حديث جابر فكانت زيادة رسولُ الله صلى الله عليه وسلم معي لا تفارقني حتى ذهبتْ مني يوم الحَرَّةِ قال ابن الأَثير قد تكرر ذكر الحرّة ويومها في الحديث وهو مشهور في الإِسلام أَيام يزيد بن معاوية لما انتهب المدينة عسكره من أَهل الشام الذين ندبهم لقتال أَهل المدينة من الصحابة والتابعين وأَمَّر عليهم مسلم بن عقبة المرّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وعقيبها هلك يزيد وفي التهذيب الحَرَّة أَرض ذات حجارة سود نخرة كأَنما أُحرقت بالنار وقال ابن شميل الحَرَّة الأَرض مسيرة ليلتين سريعتين أَو ثلاث فيها حجارة أَمثال الإِبل البُروك كأَنما شُيِّطَتْ بالنار وما تحتها أَرض غليظة من قاع ليس بأَسود وإِنما سوَّدها كثرة حجارتها وتدانيها وقال ابن الأَعرابي الحرّة الرجلاء الصلبة الشديدة وقال غيره هي التي أَعلاها سود وأَسفلها بيض وقال أَبو عمرو تكون الحرّة مستديرة فإِذا كان منها شيء مستطيلاً ليس بواسع فذلك الكُرَاعُ وأَرض حَرِّيَّة رملية لينة وبعير حَرِّيٌّ يرعى في الحَرَّةِ وللعرب حِرارٌ معروفة ذوات عدد حَرَّةُ النار لبني سُليم وهي تسمى أُم صَبَّار وحَرَّة ليلَى وحرة راجِل وحرة واقِم بالمدينة وحرة النار لبني عَبْس وحرة غَلاَّس قال الشاعر لَدُنْ غُدْوَةٍ حتى استغاث شَريدُهُمْ بِحَرَّةِ غَلاَّسٍ وشِلْوٍ مُمزَّقِ والحُرُّ بالضم نقيض العبد والجمع أَحْرَارٌ وحِرارٌ الأَخيرة عن ابن جني والحُرَّة نقيض الأَمة والجمع حَرائِرُ شاذ ومنه حديث عمر قال للنساء اللاتي كنَّ يخرجن إِلى المسجد لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ أَي لأُلزمنكنّ البيوت فلا تخرجن إِلى المسجد لأَن الحجاب إِنما ضرب على الحرائر دون الإِماء وحَرَّرَهُ أَعتقه وفي الحديث من فعل كذا وكذا فله عَِدْلِ مُحَرَّرٍ أَي أَجر مُعْتَق المحرَّر الذي جُعل من العبيد حرّاً فأُعتق يقال حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرارَةً بالفتح أَي صار حُرّاً ومنه حديث أَبي هريرة فأَنا أَبو هريرة المُحَرَّرُ أَي المُعْتَقُ وحديث أَبي الدرداء شراركم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهم أَي أَنهم إِذا أَعتقوه استخدموه فإِذا أَراد فراقهم ادَّعَوْا رِقَّهُ
( * قوله « ادّعوا رقه » فهو محرر في معنى مسترق وقيل إِن العرب كانوا إِذا أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك قال الشاعر
فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً ... فليس له حتى الممات خلاص
كذا بهامش النهاية ) وفي حديث أَبي بكر فمنكم عَوْفٌ الذي يقال فيه لا حُرَّ بوادي عوف قال هو عوف بنُ مُحَلِّمِ بن ذُهْلٍ الشَّيْباني كان يقال له ذلك لشرفه وعزه وإِن من حل واديه من الناس كانوا له كالعبيد والخَوَل وسنذكر قصته في ترجمة عوف وأَما ما ورد في حديث ابن عمر أَنه قال لمعاوية حاجتي عَطاءُ المُحَرَّرينَ فإِن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا جاءه شيء لم يبدأْ بأَوّل منهم أَراد بالمحرّرين الموالي وذلك أَنهم قوم لا ديوان لهم وإِنما يدخلون في جملة مواليهم والديوان إِنما كان في بني هاشم ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإِيمان وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم إِعطائهم لما علم من ضعفهم وحاجتهم وتأَلفاً لهم على الإِسلام وتَحْرِيرُ الولد أَن يفرده لطاعة الله عز وجل وخدمة المسجد وقوله تعالى إِني نذرت لك ما في بطني مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ منِّي قال الزجاج هذا قول امرأَة عمران ومعناه جعلته خادماً يخدم في مُتَعَبَّداتك وكان ذلك جائزاً لهم وكان على أَولادهم فرضاً أَن يطيعوهم في نذرهم فكان الرجل ينذر في ولده أَن يكون خادماً يخدمهم في متعبدهم ولعُبَّادِهم ولم يكن ذلك النذر في النساء إِنما كان في الذكور فلما ولدت امرأَة عمران مريم قالت رب إِني وضعتها أُنثى وليست الأُنثى مما تصلح للنذر فجعل الله من الآيات في مريم لما أَراده من أَمر عيسى عليه السلام أَن جعلها متقبَّلة في النذر فقال تعالى فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ والمُحَرَّرُ النَّذِيرُ والمُحَرَّرُ النذيرة وكان يفعل ذلك بنو إِسرائيل كان أَحدهم ربما ولد له ولد فربما حَرَّرَه أَي جعله نذيرة في خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه وإِنه لَحُرٌّ بَيِّنُ الحُرِّية والحَرورَةِ والحَرُورِيَّةِ والحَرارَة والحَرارِ بفتح الحاء قال فلو أَنْكِ في يوم الرَّخاء سأَلْتِني فراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ فما رُدَّ تزوِيجٌ عليه شَهادَةٌ ولا رُدَّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ والكاف في أَنك في موضع نصب لأَنه أَراد تثقيل أَن فخففها قال شمر سمعت هذا البيت من شيخ باهلة وما علمت أَن أَحداً جاء به وقال ثعلب قال أَعرابيّ ليس لها أَعْراقٌ في حَرارٍ ولكنْ أَعْراقُها في الإِماء والحُرُّ من الناس أَخيارهم وأَفاضلهم وحُرِّيَّةُ العرب أَشرافهم وقال ذو الرمة فَصَارَ حَياً وطَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزالى أَي على أَشرافهم قال والهزالَى مثل السُّكارى وقيل أَراد الهزال بغير إِمالة ويقال هو من حُرِّيَةِ قومه أَي من خالصهم والحُرُّ من كل شيء أَعْتَقُه وفرس حُرٌّ عَتِيقٌ وحُرُّ الفاكهةِ خِيارُها والحُرُّ رُطَبُ الأَزَاذ والحُرُّ كلُّ شيء فاخِرٍ من شِعْرٍ أَو غيره وحُرُّ كل أَرض وسَطُها وأَطيبها والحُرَّةُ والحُرُّ الطين الطَّيِّبُ قال طرفة وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدُّ وحُرُّ الرمل وحُرُّ الدار وسطها وخيرها قال طرفة أَيضاً تُعَيِّرُني طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي أَلا رُبَّ يومٍ لي سِوَى حُرّ دارِك وطينٌ حُرٌّ لا رمل فيه ورملة حُرَّة لا طين فيها والجمع حَرائِرُ والحُرُّ الفعل الحسن يقال ما هذا منك بِحُرٍّ أَي بِحَسَنٍ ولا جميل قال طرفة لا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلاً ليس هذا مِنْكِ ماوِيَّ بِحُرّ أَي بفعل حسن والحُرَّةُ الكريمة من النساء قال الأَعشى حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبْ بُ سُخاماً تَكُفُّه بِخِلالِ قال الأَزهري وأَما قول امرئ القيس لَعَمْرُكَ ما قَلْبِي إِلى أَهله بِحُرْ ولا مُقْصِرٍ يوماً فَيَأْتِيَنِي بِقُرْ إِلى أَهله أَي صاحبه بحرّ بكريم لأَنه لا يصبر ولا يكف عن هواه والمعنى أَن قلبه يَنْبُو عن أَهله ويَصْبُو إِلى غير أَهله فليس هو بكريم في فعله ويقال لأَوّل ليلة من الشهر ليلةُ حُرَّةٍ وليلةٌ حُرَّةٌ ولآخر ليلة شَيْباءُ وباتت فلانة بليلةِ حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ ليلة زفافها ولم يقدر بعلها على اقْتِضاضِها قال النابغة يصف نساء شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةٍ حُرَّةٍ يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ الأَزهري الليث يقال لليلة التي تزف فيها المرأَة إِلى زوجها فلا يقدر فيها على اقْتضاضها ليلةُ حُرَّةٍ يقال باتت فلانةُ بليلة حُرَّةٍ وقال غير الليث فإِن اقْتَضَّها زوجها في الليلة التي زفت إِليه فهي بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ وسحابةٌ حُرَّةٌ بِكْرٌ يصفها بكثرة المطر الجوهري الحُرَّةُ الكريمة يقال ناقة حُرَّةٌ وسحابة حُرَّة أَي كثيرة المطر قال عنترة جادَتْ عليها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ أَراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة وحُرُّ البَقْلِ والفاكهة والطين جَيِّدُها وفي الحديث ما رأَيت أَشْبَهَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم من الحُسن إِلا أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان أَحَرَّ حُسْناً منه يعني أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ وأَحْرارُ البُقُول ما أُكل غير مطبوخ واحدها حُرٌّ وقيل هو ما خَشُنَ منها وهي ثلاثة النَّفَلُ والحُرْبُثُ والقَفْعَاءُ وقال أَبو الهيثم أَحْرَارُ البُقُول ما رَقَّ منها ورَطُبَ وذُكُورُها ما غَلُظَ منها وخَشُنَ وقيل الحُرُّ نبات من نجيل السِّباخِ وحُرُّ الوجه ما أَقبل عليك منه قال جَلا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ وكان عليها هَبْوَةٌ لا تَبَلَّجُ وقيل حُرُّ الوجه مسايل أَربعة مدامع العينين من مقدّمهما ومؤخرهما وقيل حُرُّ الوجه الخَدُّ ومنه يقال لَطَمَ حُرَّ وجهه وفي الحديث أَن رجلاً لطم وجه جارية فقال له أَعَجَزَ عليك إِلاَّ حُرُّ وَجْهِها ؟ والحُرَّةُ الوَجْنَةُ وحُرُّ الوجه ما بدا من الوجنة والحُرَّتانِ الأُذُنانِ قال كعب بن زهير قَنْواءُ في حُرَّتَيْها للبَصِير بها عِتْقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ وحُرَّةُ الذِّفْرَى موضعُ مَجالِ القُرْطِ منها وأَنشد في خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ يعني حُرَّةَ الذِّفْرَى وقيل حُرَّةَ الذِّفْرَى صفة أَي أَنها حسنة الذفرى أَسيلتها يكون ذلك للمرأَة والناقة والحُرُّ سواد في ظاهر أُذن الفرس قال بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِراحٍ سَبُوقُ والحُرَّانِ السَّودان في أَعلى الأُذنين وفي قصيد كعب بن زهير قنواء في حرتيها البيت أَراد بالحرّتين الأُذنين كأَنه نسبها إِلى الحُرِّيَّةِ وكرم الأَصل والحُرُّ حَيَّة دقيقة مثل الجانِّ أَبيضُ والجانُّ في هذه الصفة وقيل هو ولد الحية اللطيفة قال الطرماح مُنْطَوٍ في جَوْفِ نامُوسِهِ كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ وزعموا أَنه الأَبيض من الحيات وأَنكر ابن الأَعرابي اين يكون الحُرُّ في هذا البيت الحية وقال الحرّ ههنا الصَّقْر قال الأَزهري وسأَلت عنه أَعرابيّاً فصيحاً فقال مثل قول ابن الأَعرابي وقيل الحرّ الجانُّ من الحيات وعم بعضهم به الحية والحُرُّ طائر صغير الأَزهري عن شمر يقال لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق باذنجان لأَصْغَرِ ما يكونُ جُمَيِّلُ حُرٍّ والحُرُّ الصقر وقيل هو طائر نحوه وليس به أَنْمَرُ أَصْقَعُ قصير الذنب عظيم المنكبين والرأْس وقيل إِنه يضرب إِلى الخضرة وهو يصيد والحُرُّ فرخ الحمام وقيل الذكر منها وساقُ حُرٍّ الذَّكَرُ من القَمَارِيِّ قال حميد بن ثور وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حَمامَةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّما وقيل الساق الحمام وحُرٌّ فرخها ويقال ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِي ورواه أَبو عدنان ساق حَرّ بفتح الحاء وهو طائر تسميه العرب ساق حرّ بفتح الحاء لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول ساق حرّ وبناه صَخْرُ الغَيّ فجعل الاسمين اسماً واحداً فقال تُنادي سَاقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكي تَلِيدٌ ما أَبِينُ لها كلاما وقيل إِنما سمي ذكر القَماري ساقَ حُرٍّ لصوته كأَنه يقول ساق حرّ ساق حرّ وهذا هو الذي جَرَّأَ صخر الغيّ على بنائه كما قال ابن سيده وعلله فقال لأَن الأَصوات مبنية إِذ بنوا من الأَسماء ما ضارعها وقال الأَصمعي ظن أَن ساق حر ولدها وإِنما هو صوتها قال ابن جني يشهد عندي بصحة قول الأَصمعي أَنه لم يعرب ولو أَعرب لصرف ساق حر فقال سَاقَ حُرٍّ إِن كان مضافاً أَو ساقَ حُرّاً إِن كان مركباً فيصرفه لأَنه نكرة فتركه إِعرابه يدل على أَنه حكى الصوت بعينه وهو صياحه ساق حر ساق حر وأَما قول حميد بن ثور وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ وتَرَنُّما البيت فلا يدل إِعرابه على أَنه ليس بصوت ولكن الصوت قد يضاف أَوّله إِلى آخره وكذلك قولهم خازِ بازِ وذلك أَنه في اللفظ أَشْبه بابَ دارٍ قال والرواية الصحيحة في شعر حميد وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ دعت ساق حر في حمام تَرَنَّما وقال أَبو عدنان يعنون بساق حر لحن الحمامة أَبو عمرو الحَرَّةُ البَثْرَةُ الصغيرة والحُرُّ ولد الظبي في بيت طرفة بين أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَى مُخْرِفٌ تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ حُرّ والحَرِيرَةُ بالنصب
( * قوله « بالنصب » أراد به فتح الحاء ) واحدة الحرير من الثياب والحَرِيرُ ثياب من إِبْرَيْسَمٍ والحَرِيرَةُ الحَسَا من الدَّسَمِ والدقيق وقيل هو الدقيق الذي يطبخ بلبن وقال شمر الحَرِيرة من الدقيق والخَزِيرَةُ من النُّخَال وقال ابن الأَعرابي هي العَصِيدَة ثم النَّخِيرَةُ ثم الحَرِيرَة ثم الحَسْوُ وفي حديث عمر ذُرِّي وأَنا أَحَرُّ لك يقول ذرِّي الدقيق لأَتخذ لك منه حَرِيرَةً وحَرَّ الأَرض يَحَرُّها حَرّاً سَوَّاها والمِحَرُّ شَبَحَةٌ فيها أَسنان وفي طرفها نَقْرانِ يكون فيهما حبلان وفي أَعلى الشبحة نقران فيهما عُود معطوف وفي وسطها عود يقبض عليه ثم يوثق بالثورين فتغرز الأَسنان في الأَرض حتى تحمل ما أُثير من التراب إِلى أَن يأْتيا به المكان المنخفض وتحرير الكتابة إِقامة حروفها وإِصلاح السَّقَطِ وتَحْرِيرُ الحساب إِثباته مستوياً لا غَلَثَ فيه ولا سَقَطَ ولا مَحْوَ وتَحْرِيرُ الرقبة عتقها ابن الأَعرابي الحَرَّةُ الظُّلمة الكثيرة والحَرَّةُ العذاب الموجع والحُرَّانِ نجمان عن يمين الناظر إِلى الفَرْقَدَيْنِ إِذا انتصب الفرقدان اعترضا فإِذا اعترض الفرقدان انتصبا والحُرَّانِ الحُرُّ وأَخوه أُبَيٌّ قال هما أَخوان وإِذا كان أَخوان أَو صاحبان وكان أَحدهما أَشهر من الآخر سميا جميعاً باسم الأَشهر قال المنخّل اليشكري أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَني مُغَلْغَلَةً وخصَّ بها أُبَيَّا فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ فلا أَرْوَيْتُما أَبداً صَدَيَّا يُطَوِّفُ بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا قال وسبب هذا الشعر أَن المتجرّدة امرأَة النعمان كانت تَهْوى المنخل اليشكري وكان يأْتيها إِذا ركب النعمان فلاعبته يوماً بقيد جعلته في رجله ورجلها فدخل عليهما النعمان وهما على تلك الحال فأَخذ المنخل ودفعه إِلى عِكَبٍّ اللَّخْمِيّ صاحب سجنه فتسلمه فجعل يطعن في قفاه بالصُّمُلَّةِ وهي حربة كانت في يده وحَرَّانُ بلد معروف قال الجوهري حرَّان بلد بالجزيرة هذا إِذا كان فَعْلاناً فهو من هذا الباب وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون وحَرُوراءُ موضع بظاهر الكوفة تنسب إِليه الحَرُورِيَّةُ من الخوارج لأَنه كان أَوَّل اجتماعهم بها وتحكيمهم حين خالفوا عليّاً وهو من نادر معدول النسب إِنما قياسه حَرُوراوِيٌّ قال الجوهري حَرُوراءُ اسم قرية يمد ويقصر ويقال حَرُورويٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ ومنه حديث عائشة وسُئِلَتْ عن قضاء صلاة الحائض فقالت أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ ؟ هم الحَرُورِيَّةُ من الخوارج الذين قاتلهم عَلِيٌّ وكان عندهم من التشديد في الدين ما هو معروف فلما رأَت عائشة هذه المرأَة تشدّد في أَمر الحيض شبهتها بالحرورية وتشدّدهم في أَمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها وقيل أَرادت أَنها خالفت السنَّة وخرجت عن الجماعة كما خرجوا عن جماعة المسلمين قال الأَزهري ورأَيت بالدَّهْناءِ رملة وَعْثَةً يقال لها رملةُ حَرُوراءَ وحَرِّيٌّ اسم ونَهْشَلُ بن حَرِّيٍّ والحُرَّانُ موضع قال فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا فَجَنْبَا حِمًى فالخانِقان فَحَبْحَبُ وحُرَّيَات موضع قال مليح فَراقَبْتُه حتى تَيامَنَ واحْتَوَتْ مطَِافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتُ فأَغْرُبُ والحَرِيرُ فحل من فحول الخيل معروف قال رؤبة عَرَفْتُ من ضَرْب الحَرِيرِ عِتْقا فيه إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا الحَرِيرُ جد هذا الفرس وضَرْبُه نَسْلُه وحَرِّ زجْرٌ للمعز قال شَمْطاءُ جاءت من بلادِ البَرِّ قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وقالت حَرِّ ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ قال وحَيَّهْ زجر للضأْن وفي المحكَم وحَرِّ زجر للحمار وأَنشد الرجز وأَما الذي في أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ قال ابن الأَثير هكذا ذكره أَبو موسى في حرف الحاء والراء وقال الحِرُ بتخفيف الراء الفرج وأَصله حِرْحٌ بكسر الحاء وسكون الراء ومنهم من يشدد الراء وليس بجيد فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر قال والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه يستحلُّون الخَزَّ بالخاء والزاي وهو ضرب من ثياب الإِبريسم معروف وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود ولعله حديث آخر كما ذكره أَبو موسى وهو حافظ عارف بما روى وشرح فلا يتهم ... المزيد
تاج العروس 1
حرر
الحَرًُّ : ضِدُّ البَرْدِ كالحُرُور بالضمِّ والحَرَارَةِ بالفتح والحِرَّةِ بالكسر ج حُرُورٌ بالضمّ وأَحارِرُ على غير قياس مِن وَجْهَيْنِ : أحدُهما بِناؤُه والآخَرُ تَضْعِيفُه قال ابن دُرَيْدٍ : لا أعرفُ ما صِحَّتُه وكذا نَقَلَه الفِهْرِيُّ في شَرْح الفَصِيح عن المُوعب والعالم والمُخَصّص وهم نَقَلُوا عن أَبي زَيْدٍ أنه قال : وزَعَمَ قومٌ مِن أهل اللغَةِ أن الحَرَّ يُجْمَعُ على أِحارِرَ ولا أعرفُ صِحَّتَه . قال شيخُنَا : وقال صاحبُ الواعِي : ويجمع أحارّ أي بالإدغام . قلتُ : وكأنَّه فِرارٌ مِن مخالفةِ القِيَاس . وقد يكونُ الحَرَارَةُ الاسمَ وجَمْعُها حينئذٍ حَرَاراتٌ . قال الشاعر : بِدَمْعٍ ذِي حَرَارَاتٍ ... على الخَدَّيْنِ ذِي هَيْدَبْ . وقد تكونُ الحَرَارَاتُ هُنَا جَمْعَ حَرَارَةِ الذي هو المَصْدَرُ إلاّ أنَّ الأولَ أقربُ تقول : حَرَّ النَّهارُ وهو يَحَرُّ حَرّاً وقد حَرِرْتَ يا يَوْمُ كمَلِلْتَ أي مِن حَدِّ عَلِمَ عن اللِّحْيَانيِّ وفَرَرْتَ أي مِن حَدِّ ضَرَبَ ومَرَرْتَ أي مِن حَدِّ نَصَرَ تَحَرُّ وتَحِرُّ وتَحُرُّ حَرّاً وحَرَّةً وحَرَارَةً وحُرُوراً أي اشتدَّ حَرُّكَ الحَرُّ : زَجْرٌ للبَعِير كذا في النُّسَخ والصَّوَابُ للعَيْر كما هو نَصُّ التَّكْمِلَة . يُقَال له : الحَرُّ كما يُقَال للضَّأْنِ : الحَيْهِ . أَنشدَ ابن الأَعْرَابيّ : شَمْطَاءُ جاءَتْ مِن بلادِ البَرِّ ... قد تَرَكَتْ حَيْهِ وقالت حَرِّ ثمّ أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ ... عَمداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ . الحَرُّ : جمْعُ الحَرَّةِ . قال شيخُنَا : وهو اسمُ جنْسِ جَمْعِيٌّ لا جمعٌ اصْطِلاحيُّ . والحَرَّةُ : اسمٌ لأَرضٍ ذاتِ حجارةٍ نَخِرَةٍ سُودٍ كأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بالنّار وقيل : الحَرَّةُ مِن الأَرضِينَ : الصُّلْبَةُ والغَلِيظَةُ التي أَلْبسَتْها حِجارَةٌ سُودٌ نَخِرَةٌ كأَنَّهَا مُطِرَتْ كالحِرَارِ بالكسر جمْع تَكْسِيرٍ وهو مَقِيسٌ والحَرّاتِ جمْع مُؤَنَّث سالم والحَرِّينَ جمع مذكَّر على لَفْظِه والأَحَرِّينَ على تَوَهُّمِ أَن له مفرداً على أحَرَّةٍ وهو شاذٌّ . قال سِيبَوَيْه : وزَعَم يُونسُ أَنهم يقولون : حَرَّةٌ وحَرُّونَ جَمَعُوه بالواو والنُّون يُشَبِّهُون بقولهم : أَرْضٌ وأَرْضُون لأَنها مؤنثةٌ مثلها قال : وزَعَمَ يُونُسُ أيضاً أنهم يقولون : حَرَّةٌ وإحَرُّونَ يَعْنِي الحِرَارَ كأَنه جمْعُ إِحَرَّةٍ ولكن لا يُتَكَلَّمُ بها . أَنشدَ ثعلبٌ لزيد بنِ عَتاهِيَةَ التَّمِيميِّ وكان زيدٌ المذكورُ لمّا عَظُمَ البَلاءُ بصِفِّين قد انهزمَ ولَحِقَ بالكُوفة وكان عليٌّ رضيَ اللهُ عنه قد أَعْطَى أصحابَه يومَ الجَمَلِ خَمْسِمائَة دِرهمٍ خمْسَمائة دِرْهم من بيتِ مالِ البَصْرَةِ فلما قَدِمَ زيدٌ عَلى أهله قالتْ له ابنتُه : أَين خَمْسُ المائةِ فقال : إنّ أباكِ فَرَّ يومَ صفِّينْ لمَّا رَأَى عَكّا والأَشْعَرِيِّينْ وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوَازِنِيِّينْ وابنَ نُمَيْرٍ في سَرَاةِ الكِنْدينْ وذَا الكَلاَعِ سَيِّدَ اليَمَانِينْ وحابِساً يَسْتَنُّ في الطّائِيِّينْ قال لِنَفْسِ السُّوءِ هل تَفِرِّينْ لا خَمْسَ إلاّ جَنْدَلُ الإِحَرِّينْ والخَمْسُ قد يُجْشِمْنَكِ الأَمَرِّينْ جَمْزاً إلى الكُوفَةِ مِن قِنَّسْرِينْ قال ابن الأَثير : ورَوَاه بعضُهم : لا خِمْس بكسر الخاءِ مِن وُرُود الإِبل والفتحُ أَشْبَهُ بالحديث ومعناه ليس لك اليومَ إلا الحِجَارةُ والخَيْبَةُ . وفيه أَقوالٌ غير ما ذكْرنا . وقال ثعلبٌ : إنّما هو الأَحَرِّين قال : جاءَ به على أَحَرَّ كأَنه أَرادَ هذا الموضعَ الأَحَرَّ أي الذي هو أَحَرُّ مِن غيره فصَيَّرَه كالأَكرَمِين والأَرْحَمِين . ونَقَلَ شيخُنا عن سِفْر السَّعَادَة وَسَفِير الإفادة للعَلَم السَّخَاويِّ ما نَصُّه : إِحَرُّون جمعُ حَرَّةٍ زادوا الهَمْزَ إيذاناً باستحقاقِه التَّكْسِيرَ وأنه ليس له جمْع السَّلامةِ كما غَيَّروه بالحَرَكة في : بَنُونَ وقِلُونَ وإنما جُمعَ حَرَّة هذا الجمعَ جَبْراً لِمَا دَخَلَه مِن الوَهن بالتَّضْعِيف ثم لم يُتِمُّوا له كمالَ السَّلامة فزادُوا الهمزةَ وكذلك لمّا جَمعوا أَرضاً فقالوا : أَرَضُونَ غَيَّرُوا بالحركَةَ فكانَتْ زيادَةُ الهمزَة في إحَرِّين كزيادتها في تَغَيُّرِ بناءِ الواحدِ في الجمع حيث قالوا : أَكْلُبٌ . وقد جَمَعُوهَا جمعَ التكسير الذي تستحقُّه فقالوا : حِرارٌ . وقال بعضهم : حَرُّون فمل يزد الهمزة انتهى وقال ابن الأعرابيّ : الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ : الصُّلْبَة الشديدةُ . وقال غيرُه : الحَرَّةُ هي التي أعْلاها سُودٌ وأسفلُها بِيضٌ . وقال أَبو عَمْرو : تكونُ الحَرَّةُ مستديرة فإذا كان منها شيءٌ مستطيلاً ليس بواسع فذلك الكُرَاعُ يقال : بَعِيرٌ حَرِّيٌّ إذا كان يَرْعَى فيها أي الحَرَّةِ . الحُرُّ بالضمّ : خِلافُ العَبْدِ . الحُرُّ : خِيَارُ كلِّ شيْءٍ وأَعْتَقُه . وحُرُّ الفاكِهَةِ خِيَارُهَا . والحُرُّ : كلُّ شيءٍ فاخِرٍ من شِعْرٍ وغيره مِن ذلك الحُرُّ بمعنى الفَرَس العَتِيق الأَصِيل يقال : فَرَسٌ حُرٌّ . مِن المَجاز : الحُرَّ مِن الطِّين والرَّمْل : الطَّيِّبُ كالحُرَّةِ . وحُرُّ كلِّ أرضٍ : وَسَطُهَا وأَطْيَبُها . وقال طَرَفَةُ : وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً ... تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِ . ومن المجَاز : طِينٌ حُرٌّ : لا رَمْلَ فيه . ورمَلْةٌ حُرَّةٌ : لا طِينَ فيها وفي الأَساس : طَيِّبَةُ النَّبَاتِ . وحُرُّ الدّارِ : وَسَطُهَا . وخَيْرُهَا وقال طرفةُ أيضاً : تُعَيِّرُني طَوْفى البِلادَ ورحْلَتِي ... ألاَ رُبَّ يَومٍ لي سِوَى حُرِّ دارِكِ . يقال : رجلٌ حُرٌّ بَيِّنُ الحَرُوريَّة بالفتح ويُضَمُّ كالخُصُوصِيَّة والُّلصُوصِيَّةِ والفتحُ في الثلاثة أفصحُ من الضَّمِّ وإن كان القياسُ الضمَّ قالَه شيخُنَا . والحُرُورَةِ بالضّمّ والحَرَارَةِ والحَرَارِ بفتحهما ومنهم مَن رَوَى الكسرَ في الثاني أيضاً وهو ليس بصوابٍ والحُرِّيَّةِ بالضمّ . وقال شَمِرٌ : سمعتُ من شيخ باهِلَةَ : فلو أَنْكِ في يَومِ الرَّخاء سَأَلْتِنِي ... فِراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ فما رُدَّ تَزْوِيج عليه شَهادةٌ ... ولا رُدَّ مِن بَعْدِ الحَرَارِ عَتِيقُ . وقال ثعلبٌ : قال أعرابيٌّ : ليس لها أعْراقٌ في حَرَارٍ ولكنْ أعراقُها في الإماءِ ج أَحْرَارٌ وهو مَقِيسٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ وغُمْرٍ وأَغْمَارٍ وحِرَارٌ بالكسر حكاه ابن جِنِّي وهو الصَّوابُ وحَكَى بعضٌ فيه الفتحَ وهو غَلَطٌ كما غَلِطَ بعضٌ فَحَكَى في المصدر الكسْرَ وزَعَمَ أنه مِن الأَلفاظ التي جاءَتْ تارةً مَصدراً وتارةً جمعاً كقُعُودٍ ونحوه وليس كما زَعَمَ فَتَأَمَّلْ قاله شيخُنَا . الحُرُّ : فَرْخُ الحَمَامةِ وقيل : الذَّكَرُ منها . الحُرُّ : وَلَدُ الظَّبْيَةِ في بيت طَرَفَةَ : بينَ أَكْنَافِ خُفَافٍ فاللِّوَى ... مَخْرَفٌ يَحْنُو لرَخْصِ الظِّلْفِ حُرّ . الحُرُّ : وَلَدُ الحَيّةِ اللطِيفةِ وقيل : هو حَيَّةٌ دقيقةٌ مثْلُ الجانِّ أَبيض قال الطِّرمّاح : مُنْطَوٍ في جَوفِ نامُوسِه ... كانْطِوَاءِ الحُرِّ بين السِّلاَمْ . وزَعَمُوا أَنه الأَبيضُ مِن الحَيّات وعمَّ بعضُهُم به الحَيَّةَ . مِن المَجَاز : الحُرُّ : الفِعْل الحَسَنُ يقال : ما هذا منْكَ بحُرٍّ أي بحَسَنٍ ولا جَمِيلٍ . قال طَرَفَة : لاَ يَكنْ حُبُّكِ داءً داخِلاً ... ليسَ هذا منْكِ ماوِيَّ بحُرّ . أي بفِعْلِ حَسَنٍ قال الأزهريّ : وأمّا قولُ امرئِ القَيْسِ : لعَمْرُكَ ما قَلْبِي إلى أَهْلِه بحُرّ ... ولا مُقْصِرٍ يوماً فيأْتِينِي بقُرّ . إلى أَهلِه أَي صاحبِه بحُرّ : بكَرِيمٍ لأَنه لا يَصبِرُ ولا يَكُفُّ عن هوَاه والمعنَى أن قلبَه يَنْبُو عن أهله ويَصْبو إلى غير أهله فليس هو بكريمٍ في فِعْله مِن المجاز : الحُرُّ : رُطَبُ الأَزاذِ كسَحابٍ وهو السِّبِسْتانُ وهو بالفارسيّة آزاد رخت وأَصْلُه أزاد درخت ومعناه الشجرةُ المَعْتُوقَةُ فحَذَفُوا إحدى الدّالَيْنِ ثم لمّا عَرَّبُوا أَعْجَمُوا الذّالَ الحُرُّ : الصَّقْرُ وبه فَسَّر ابنُ الأعْرَابيِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِكْرِه وأَنْكَرَ أن يكونَ الحُرُّ فيه بمعنَى الحَيَّةِ . قال الأَزهريُّ : وسأَلْت عنه أعرابيّاً فصيحاً فقال مثْلَ قَولِ ابن الأَعرابيِّ قيل : الحُرُّ هو البازِي وهو قريبٌ من الصَّقْر قصيرُ الذَّنَبِ عظيمُ المَنْكَبَيْنِ والرَأْسِ وقيل : إنه يَضْرِبُ إلى الخُضْرَة وهو يَصِيدُ . مِن المَجَاز : لَطَمَ حُرَّ وَجْهِه الحُرُّ من الوَجْهِ : ما بَدَا مِن الوَجْنَة أَو ما أَقْبَلَ عليكَ منه . قال الشاعر : جَلاَ الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفَرَتْ ... وكانتْ عليها هَبْوَةٌ وتَجَلُّحُ . وقيل : حُرُّ الوَجْه : مَسايِلُ أَربعةِ مَدامِعِ العَيْنَيْن مِن مَقدمِها ومُؤَخَّرهما مِن المَجَاز : الحُرُّ مِن الرَّمْل : وَسَطُه وخَيْرُه وكذا حُرُّ الأَرضِ وقد تقدَّم في أَول التَّرجَمَة فهو تَكرارٌ كما لا يخفَى الحُرُّ بنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ من بَنِي ثَقِيفٍ وإليه يُنْسَبُ نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ لأَنه حَفَرَه نقلَه الصَّغانيّ ولم يَذكره ياقوتٌ في ذِكْر الأَنْهَار مع استيفائِه . الحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِي بنُ أَخي عُيَيْنَةَ وكان مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ . والحُرُّ بنُ مالكِ بنِ عامرٍ شَهِدَ أُحُداً قالَه الطَّبَرِيّ وقال غيرُه : جَزْءُ بنُ مالك صَحَابِيّانِ وفي بعض النسخ : صَحابِيُّون بصيغة الجمْعِ وهو وَهَمٌ . الحُرُّ : وادٍ بَنْجدٍ وهما الحُرّانِ قاله البَكرِيّ . الحُرٌّ : وادٍ : آخَرُ بالجَزِيرَةِ وهما الحُرّانِ أيضاً قاله البكريُّ . الحُرُّ مِن الفَرَسِ : سَوادٌ في ظاهِرِ أُذَنَيْه قال الشاعر : بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِرَاحٍ سَبُوقُ . وهما حُرّانِ . وجُمَيْلُ حُرٍّ بضم وقد يُكْسَرُ : طائِرٌ : نقلَهما الصّغانيّ والذي في التَّهْذِيب عن شَمِرٍ : يُقال لهذا الطائرِ الذي يُقَال له بالعراق : باذنْجَان لأَصْغَرِ ما يكون : جُمَيلُ حُرٍّ قال أبو عَدنان : ساقُ حُرٍّ : ذَكرُ القَمَارِيِّ قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ : وما هَاجَ هذا الشَّوْقَ إلا حَمامةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّمَا . وقيل : السّاقُ : الحَمَامُ وحُرٌّ : فَرْخُها ويقال : ساقُ حُرٍّ : صَوتُ القَمَارِيّ . ورواه أَبو عَدْنَانَ : ساق حَرٍّ بفتح الحاءِ لأَنه إذا هَدَرَ كأنه يقول : ساق حَرّ ساق حَرّ . وبناه صَخْرُ الغَيِّ فجَعَلَ الاسْمَيْنِ اسماً واحداً فقال : تُنادِي ساقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكِي ... تَلِيداً ما أُبينُ لها كلاماً . وعَلَّلَه ابن سِيدَه فقال : لأَن الأَصواتَ مَبْنِيَّةٌ إذ بَنَوْا مِن الأسماءِ ما ضارَعَهَا . وقال الأصمعيّ : ظنّ أن ساقَ حُرّ ولَدُهَا وإِنما هو صَوْتُها . قال ابن جِنِّي : يَشْهَدُ عندي بصِحَّة قولِ الأصمعيِّ أنه لم يُعْرِب لو أَعْرَبَ لصَرَفَ ساقَ حرّ فقال : ساقَ حُرٍّ إن كان مضافاً أو ساقَ حُرّاً إن كان مُركَّباً فيَصْرِفُه لأنه نكرةٌ فتَرْكُه إعرابَه يَدلُّ على أنه حَكَى الصوتَ بعَيْنِه وهو صيَاحُه : ساق حُرّ ساق حُرّ وأمّا قولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ السابقُ فلا يدلُّ إِعرابُه على أَنه ليس بصوتٍ ولكنّ الصوتَ قد يُضافُ أَوّله إلى آخره وكذلك قولُهم : خازِبارِ وذلك أنه في اللَّفْظِ أشْبَهَ بابَ دارٍ قال : والرِّوايَةُ الصحيحةُ في شعر حُمَيْد : دَعَتْ ساقَ حُرٍّ في حَمَامٍ تَرَنَّمَا وقال أبو عَدْنَانَ : يَعْنُونَ بساقِ حُرّ لَحْنَ الحمامةِ . قلتُ : وَنَقَلَ هذا الكلاَم كلَّه شيخُنَا عن شارِح المَقَاماتِ عبد الكريمِ بنِ الحُسَيْن بنِ جَعْفَرٍ البَعْلَبَكِيِّ في شَرْحِه عليها ونَظَر فيه مِن وُجُوهٍ ظانّاً أنه كلامُه وليس كذلك بل هو مأْخوذٌ من كتاب المُحْكَمِ لابن سِيدَه وكذا نَظرَ فيما تَصَرَّفَه ابنُ جِنِّي فلْيُنْظَرْ في الشَّرْح قال : ومِن أَظرَف ما قيلَ في ساق حرّ قولُ مالكِ بنِ المُرَحِّلِ كما أَنْشَدَه الشريفُ الغِرْناطِيُّ رَحِمَه اللهُ في شَرْح مَقْصُورةِ حازِمٍ المشهورةِ وسمعتُه مِن شَيْخَيْنا الإمامَيْنِ : أبي عبدِ اللهِ محمّدِ بن المسناويِّ وأبي عبدِ الله بنِ الشَّاذِلِيِّ رضيَ اللهُ عنهما مِراراً : رُبَّ رَبْعٍ وَقَفتُ فيه وعَهْدٍ ... لم أُجاوِزْه والرَّكَائِبُ تَسْرِي أَسْأَلُ الدّارَ وهْي قَفْرٌ خَلاءٌ ... عن حَبيبٍ قد حَلّهَا منذُ دَهْرِ حيثُ لا مُسْعِدٌ على الوَجْدِ إلاّ ... عَيْنُ حُرٍّ تَجُودُ أَو ساقُ حُرِّ . أي عينُ شَخْصٍ حُرٍّ تُساعِدُه على البُكاءِ أو هذا النوعُ مِن القَمَارِيِّ يَنوحُ معه الحُرَّانِ : الحُرُّ وأَخُوه أُبَيٌّ وهما أخَوانِ وإذا كان أخَوانِ أو صاحِبانِ وكان أحدهما أشْهرَ من الآخَرِ سُمِّيَا جميعاً باسم الأشْهَرِ قال المُنَتَخِّل اليَشْكُرِيُّ : أَلاَ مَنْ مُبْلِغُ الحُرِّيْنِ عَنِّي ... مُغَلْغَلَةً وخصَّ بها أُبَيَّا فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ ... فلا أَرْوَيْتُمَا أَبَداً صَدَيَّا يُطَوِفُ بي عِكَبُّ في مَعَدٍّ ... ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا . قالوا : وسَببُ هذا الشِّعرِ أنّ المُتَجَرِّدَةَ امرأَةَ النُّعْمَانِ كانت تَهْوَى المُتَنَخّلَ هذا وكان يَأْتِيها إذا رَكِبَ النُّعْمانُ فلا عَبَتْه يوماً بقَيْدٍ فجَعَلَتْه في رِجْلَه ورِجْلِهَا فدَخَلَ عليهما النُّعْمَانُ وهما على تلك الحالِ فَأَخَذَ المُتَنَخِّل وَدَفَعَه إلى عِكَبٍّ اللَّخمِيِّ صاحبِ سِجْنِه فَتَسَلَّمَه فجَعَلَ يَطْعَنُ في قَفَاه بالصُّمُلَّةِ وهي حَرْبَةٌ كانتْ في يَدِه الحِرُّ بالكسر وتشديدِ الرّاءِ : فَرْجُ المرأَةِ لغةٌ في المُخَفَّفةِ عن أبي الهَيْثم قال : لأن العربَ استثقلتْ حاءً قبلَهَا حرْفٌ ساكنٌ فحَذَفُوهَا وشَدَّدُوا الرّاءَ وهو في حديث أَشْرَاطِ السّاعَةِ : " يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ " . قال ابن الأثِير : هكذا ذَكَرَ أبو موسَى في حرف الحاءِ والراءِ وقال : الحِرُ بتخفيف الرّاءِ : الفَرْجُ وأصلُه حِرْحٌ بكسرِ الحاءِ وسكونِ الرّاءِ ومنهم مَن يُشَدِّدُ الرّاءَ وليس بجَيّدٍ فعلى التَّخْفِيف يكونُ في ح رح لا في ح ر ر قال : والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طُرُقِه : يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ والحَرِيرَ بالخاءِ والزّاي وهو ضَرْبٌ مِن ثياب الإِبْرَيْسَمِ معروفٌ وكذا جاءَ في كتابِ البُخَارِيِّ وأَبي داوُودَ ولعلَّه حديثٌ آخَرُ جاءَ كما ذَكَرَه أبو موسى وهو حافِظٌ عارِفٌ بما رَوَى وَشَرَح فلا يُتَّهَمُ . وذُكِرَ في ح ر ح لأنه يُصغَّرُ على حُرَيْحٍ ويجمع على أَحْراحٍ والتصغيرُ وجمْع التكسيرِ يَرُدّانِ الكلمةَ إلى أُصُولها . وتقدَّم الكلام هناك فراجِعْه . والحَرَّةُ بالفتح : البَثْرَةُ الصَّغِيرَةُ عن أبي عَمْروٍ عن ابن الأَعرابيّ : الحَرَّة : العَذَابُ المُوجِعُ والظُّلْمَة الكثيرة نقلَهما الصغانيُّ . حِرارُ العَرَبِ كثيرةٌ فمنها : الحَرَّة : مَوْضِعُ وَقْعَةِ حُنَيْنٍٍ . الحَرَّة : ع بتَبُوكَ . والحَرَّة : ع بنَقْدَةَ . والحَرَّةُ : موضعٌ بين المدينة والعَقيقِ . وهو غيرُ حَرَّةِ وَاقِمٍ . والحَرَّةُ : موضعٌ قِبْلِيَّ المدينةَ . والحَرَّةُ : موضعٌ ببلادِ عَبْسٍ وتُسَمَّى حَرَّةَ النّارِ . وآخَرُ ببلادِ فَزَارَة . والحَرَّةُ ببلادِ بَنِي القَيْنِ . والحَرَّةُ بالدَّهْناءِ الحَرَّةُ بعالِيَةِ الحِجَازِ . والحَرَّة قُرْبَ فَيْدٍ . والحَرَّةُ بجبالِ طَيِّئٍ والحَرَّةُ بأَرْضِ بارِقٍ والحَرَّةُ بنَجْدٍ قُرْبَ ضَرِيَّةِ . والحَرَّةُ : ع لبَنِي مُرَّةَ وهي حَرَّةُ لَيْلَى . والحَرَّةُ : مَوضعٌ قُرْبَ خَيْبَرَ لبني سُلَيْمٍ وهي حَرَّةُ النّارِ وهو غيرُ حَرَّةُ بَنِيِ عَبْسٍ وتُسَمَّى أُمَّ صَبَّارٍ إِنْ كانتْ لِبَنِي سُلَيْم وعندَهَا جَبَلُ صَبّارٍ . وقيل : حَرَّةُ النار لغَطَفَانَ ومنها : شِهَابُ بنُ جَمْرَةَ بن ضِرَامِ بنِ مالِكٍ الجُهَنِيُّ الذي وَفَدَ على عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه فقال له : ما اسْمُكَ ؟ فقال : شِهابٌ . إلى آخِرِ ما ذُكِرَ وقد تقدَّم في ج م ر عن ابن الكَلْبِيِّ الحَرَّةُ : أَرضٌ بظاهرِ المَدِينةِ المشرَّفةِ على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ تحتَ واقِمٍ ولذا تُعْرَفُ بحَرَّةِ واقِم بها حِجَارَةٌ سُودٌ كبيرةٌ وبهَا كانتْ وَقْعَةُ الحَرَّةِ من أَشهرِ الوقائعِ في الإسلام في ذي الحجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّين من الهِجْرَة أَيّامَ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ عليه مِن الله ما يَسْتَحِقُّ ورضيَ اللهُ عن أبِيه وذلك حين أَنْهَبَ المدينةَ عَسْكَرَه من أهلِ الشّام الذين نَدَبَهم لقتالِ أهلِ المدينةِ من الصَّحَابَة والتّابِعِين وأمَّرَ عليهم مُسلمَ بنَ عُقْبَةَ المُرِّيَّ أَخْزاه اللهُ تعالَى وعَقِيبُها هَلَكَ يَزِيدُ وقد أَوْرَدَ تَفْصِيلَها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ في تاريخ المدينة الحَرَّةُ بالبُرَيْكِ في طريقِ اليَمَنِ وهو المنزلُ التاسعَ عشرَ لحاجِّ عَدَنَ . وحَرَّةُ غَلاّسٍ ككَتّانٍ قال الشاعر : لَدُنْ غُدْوَةً حتى استَغَاثَ شَرِيدُهمْ ... بحَرَّةِ غَلاّسٍ وشِلْوٍ مُمَزَّقِ . حَرَّةُ لُبْنٍ بضم اللام فسكون الموحدة في ديار عَمْرِو بنِ كلابٍ . حَرَّةُ لَفْلَفٍ كَجعفَرٍ بالحِجَازِ حَرَّةُ شُورانَ كعُثْمَانَ وقيل بالفَتْح إِحْدَى حِرَارِ الحِجاز السِّتِّ المُحْتَرمةِ . حَرَّةُ الحِمَارَةِ . حَرَّةُ جَفْلٍ بفتحٍ فسكونٍ . حَرَّةُ مِيطانَ كمِيزَابٍ . حَرَّةُ مَعْشَرٍ لهَوازِنَ . حَرَّةُ لَيْلَى لِبَنِي مُرَّةَ . حَرَّةُ عَبَّادٍ حَرَّةُ الرَّجْلاءِ هكذا بالإضافةِ كأَخَواتِها . وفي اللِّسَان : حَرَّةُ راجِلٍ وفي النّوادر لابن الأعرابيِّ : الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ هي الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ وقد تَقَدَّم . حَرَّةُ قَمْأَةَ بفتحٍ فسكونٍ فهمزةٍ . كلُّ ذلك مَواضِعُ بالمدينةِ المشرَّفةِ على ساكِنها أفضلَ الصلاةِ والسلامِ استوفاها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ في تارِيخِه الحُرَّةُ بالضم : الكَرِيمَةُ من النِّسَاءِ قال الأَعْشَى : حُرَّةٌ طَفْلَةٌ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ ... سُخَاماً تَكُفُّه بخِلاَلِ . الحُرَّةُ : ضِدُّ الأَمَةِ . ج حَرَائِرُ شاذٌ . ومنه حديثُ عُمَرَ : " قال للنِّساءِ الّلاتِي كُنَّ يَخْرُجْنَ إلى المَسْجِدِ : لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرَائِرَ " أي لأُلْزِمَنَّكُنَّ البيوتَ فلا تَخْرُجُنَ إلى المسجدِ لأَن الحِجَابَ إنّما ضُرِبَ على الحَرَائِرِ دُونَ الإِماءِ . قال شيخُنَا نَقْلاً عن المِصباح : جَمْعُ الحُرَّةِ حَرَائرُ على غير قياسٍ ومثلُه شَجَرةٌ مُرَّةٌ وشَجَرٌ مَرائِرٌ . قال السُّهَيْليُّ : ولا نَظِيرَ لهما لأَن بابَ فُعْلَةٍ يُجْمَعُ على فُعَلٍ مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ وإنما جُمِعَت حُرَّة على حَرائِرَ لأَنها بمعنى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ فجُمِعَت كجَمْعِها . الحُرَّةُ من الذِّفْرَى : مَجَالُ القُرْطِ منها وهو مَجازٌ وأَنشدَ : في خُشَشَاوَىْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ . يَعْنِي حُرَّةَ الذِّفْرَى وقيل : حُرَّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ أي أنها حَسَنَةُ الذِّفْرَى أَسيلَتُهَا يكونُ ذلك للمرأَةِ والنّاقةِ وقيل الحُرَّتانِ الأُذُنانِ قال كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ : قَنْوَاءُ في حُرَّتَيْهَا للبَصِيرِ بها ... عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ كأَنَّه نَسَبَهما إلى الحُرِّيَّةِ وكَرَمِ الأَصْلِ . من المَجاز : الحُرَّةُ من السّحاب : الكثيرةُ المَطَرِ . وفي الصّحاح : الحُرَّةُ : الكَرِيمَةُ يقال : ناقَةٌ حُرَّةٌ . وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ أي كثيرةُ المَطَرِ قال عنترةُ : جادَتْ علَيها كلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ ... فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِِ . أراد كلَّ سَحابةٍ غزيرة المَطَرِ كريمةٍ . وأبُو حُرَّةَ الرَّقاشيُّ م أي معروفٌ اسمُه حَنِيفَةُ مشهورٌ بكُنْيَتِه وقيل : اسمُه حَكِيمٌ ثِقَةٌ رَوَى له أبو داوود وأخوه سعيدُ بنُ عبد الرَّحمنِ الرَّقاشيُّ من أهل البَصْرَة مِن أتباع التّابِعِين . وأبو حُرَّةَ واصِلُ بنُ عبد الرَّحمنِ البَصْرِيُّ رَوَى له مُسْلِمٌ من المَجاز : يُقال : باتَتْ فُلانةُ بلَيْلَةِ حُرَّةٍ بالإضافة إذا لم تُفْتَضّ لَيلَة زفافِها ولم يَقْدِرْ بَعْلُهَا على افْتِضاضِها . وفي الأساس : لم تُمَكِّنْ زَوْجَها مِن قِضَّتِها . وفي الَّلسَان : فإن اقْتَضَّها زوجُها في الليلة التي زُفَّتْ إليه فهي بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ . وهي أوَّلُ ليلةٍ من الشَّهْر أيضاً كما أن آخِرَ ليلةٍ منه يقال لها : شَيْبَاءُ على التَّشْبِيه . ويقال : لَيْلَةٌ حُرَّةٌ فيهما وكذلك ليلةٌ شَيْبَاءُ وَصْفاً عن ابن الأعرابيِّ : حَرَّ يَحَرُّ كَظَلَّ يَظَلُّ حَرَاراً بالفتح : عَتَقَ والاسمُ الحُرِّيَّةُ . وقال الكِسَائيُّ : جَررْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير . قلتُ : أي بكَسْر العَيْنِ في الماضي وفَتْحِها في المُضَارِع كما صَرَّح به غيرُ واحد وقد يُستَعمل في حُرِّيَّةِ الأصل أيضاً وقد أَغْفَلَه المصنِّفُ حَرَّ الرجُلُ يَحَرُّ حَرَّةً بالفتح : عَطِشَ وهو أيضاً من باب تَعِبَ فهو حَّرانُ ويقال : حَرّانُ يَرّانُ جَرّانُ كما يقال : حارٌّ يارٌّ جارٌّ إتْبَاعاً نَقَلَه الكِسَائيُّ . ورجلٌ حَرّانُ : عَطْشَانُ مِن قوم حِرَارٍ وحَرَارَى وحُرَارَى الأَخِيرَتان عن اللِّحْيَانيِّ . وهي حَرَّى مِن نِسْوَةٍ حِرَارٍ وحَرَارَى : عَطْشَى وفي الحديث : " في كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ " الحَرَّى : فَعْلَى مِن الحَرِّ وهي تأْنِيثُ حَرّانَ وهما للمُبَالَغَةِ يُريدُ أنها لِشِدَّةِ حَرِّهَا قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ مِن العَطَش . قال ابن الأثِير : والمعنى أنّ في سَقْيِ كلِّ كَبِد حَرَّى أِجْراً . وفي آخَرَ : " في كلٍّ كَبِد حَرَّى رَطْبَة أَجْرٌ " وفي آخَرَ : " في كلِّ كَبِدٍ حارَّةٍ أَجْرٌ " ومعنى رَطْبَةٍ أن الكَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ وكذا إذا أُلْقِيَت على النّارِ . وقيل : كَنَى بالرُّطُوبة عن الحَياة فإنّ المَيِّت يابسُ الكَبِدِ . وقيل : وَصَفَهَا بما يَؤُولُ أَمْرُهَا إليه حَرَّ الماءَ يَحَرُّه حراً : أسْخَنَه . والذي في الَّلسَان : وحَرِّ يَحِرُّ إذا سَخُنَ ماء أو غيره وقال اللِّحْيَانِيّ : حَررْتَ يا رجلُ تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارةً قال ابن سِيدَه : أراه يَعنِي الحَرَّ لا الحُرِّيَّةَ مِن دُعائهم : رُمُاه اللُه بالحِرَّة تَحْتَ القِرَّةِ يُرِيدُ العَطَشَ مع البَرْدَ وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه مُنَكَّراً فقال : ومِن كلامهم : حِرَّةٌ تَحتَ قِرَّةٍ أي عَطَشٌ في يومٍ باردٍ قال اللِّحْيَانيّ : هو دُعاءٌ معناه رَمَاه اللهُ بالعَطَشِ والبَرْدِ . وقال ابن دُرَيْد : الحِرَّةُ : حَرَارة العَطَشِ والْتِهَابُه . قال ومِن دُعائهم : رَمَاه اللهُ بالحِرّةِ والقِرَّةِ أي بالعَطَشِ والبَرْد . كُسِرَ للازْدِوَاجِ وهو شائعٌ قلْتُ : ويُضْرَبُ هذا المَثَلُ أيضاً في الذي يُظْهِرُ خِلافَ ما يُضْمِرُ . صَرَّحَ به شُرَّاحُ الفَصِيح وحَرَارَةُ كسَحَابَة لَقَبُ أبي العَبّاسِ أَحمدَ بنِ عليٍّ المحدِّث الرَّحّالِ ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عليٍّ المحدِّث الرَّحّالِ ومحمّدُ بنُ أحمدَ بنِ حَرَارَةَ البَرْذَعِيُّ حدَّثَ عن حُسَيْن بنِ مَأْمُونٍ البَرْذَعِيِّ والحَرّانُ ككَتّان لَقَبُ أحمدَ بنِ محمّدٍ الجوهَرِيِّ المَصِيصِيِّ الشاعرِ حَرّانُ بلا لامٍ : د كبيرٌ قال أبو القاسمِ الزَّجّاجِيُّ : سُمِّيَ بهاران أبي لُوطٍ وأَخي إبراهِيم عليهما السّلامُ وقد وَقَعَ الخِلاَفُ فيه فقال الرُّشَاطِيُّ : هو بدِيار بَكْرٍ والسَّمْعَانِيُّ بديارِ رَبِيعَةَ وقيل بدِيارِ مُضَرَ وقال ابن الأثير : بجَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ ويقال له : حَرّانُ العَوَامِيد وبه وُلِدَ سَيِدُنا إبراهيمُ الخليلُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ فيما نُقِلَ . قال الجوهَرِيُّ : هذا إذا كان فَعْلاناً فهو من هذا الباب وإن كان فَعّالاً فهو من باب النُّون منه : الإمامُ الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ أَبي مَعْشَرٍ الحَرّانِيُّ وعَمُّه الإمامُ أَبو عَرُوبَةَ الحُسَيْن بن أبي مَعْشَرٍ الحَرّانِيُّ فهو الحافظُ مؤلّف تاريخ حَرّانَ وسمّاه تاريخ الجزيرتَيْن بنُونَيْنِ على غير قياس كما قالوا : أمنانيّ في النِّسبة إلى مانِي والقِياس مانَوِيّ حَرّانُ : قَرْيَتَانِ بالبَحْرَيْنِ لعبدِ القَيْس كُبْرضى وصُغْرَى . حَرّانُ : ة بحَلَبَ . أُخْرَى بغُوطَةِ دِمَشْقَ حَرّانُ : رَمْلَةٌ بالبادِيَةِ كلُّ ذلك عن الصغانيِّ الحُرانُ بالضمّ : سِكَّةٌ معروفَةٌ بأَصْفَهَانَ منها : أَبو المُطَهَّرِ عبدُ المُنعمِ بنُ نَصْرِ بنِ يعقوبَ بنِ أَحمدَ المُقْرِئُ ابنُ بِنْتِ أبي طاهِرٍ الثَّقَفِيِّ رَوَى عَنْه السَّمْعانِيُّ وقال : مات سنة 535 . ونَهْشَلُ بنُ حَرِّيٍّ كبَرِّيٍّ : شاعرٌ . ونَصْرُ بنُ سَيّارِ بنِ رافِعٍ بنِ حَرِّيٍّ اللَّيْثِيُّ مِن أَتباع التّابِعِين وهو أَمِيرُ خُراسَانَ . ومالكُ بنُ حَرِّيٍِّ تابِعِيٌّ قُتِلَ مع عليٍّ بصِفِّينَ . والحَرِيرُ : مَن تَداخَلَتْه حَرارةُ الغَيْظِ أو غيرِه كالمَحْرُورِ . وامرأةٌ حَرِيرَةٌ : حَزينة مُحْرَقَةُ الكَبِدِ . قال الفَرَزْدَقُ يَصفُ نساءً سُبِينَ فضُرِبَتْ عليهنّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِداحُ : خَرجْنَ حَرِيرَاتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً ... ودارتْ عليهنَّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ . قال الأزهريّ : حِرِيرَات أي مَحْرُورات يَجِدْنَ حَرارةً في صدورهنّ وحَرِيرَةٌ في معنى مَحْرُورة وإنما دَخَلَتْهَا الهاءُ لمّا كانت في معنَى حَزِينَةٍ كما أُدخِلَتْ في حَمِيدَة لأَنها في معنَى رَشِيدَة . الحَرِيرُ : فَحُلٌ مِن فُحُول الخَيْلِ وهو أيضاً اسمُ فَرَس مَيْمُونِ بنِ موسَى المَرْئِيِّ وهو جَدُّ الكامِلِ والكامِلُ لِمَيْمُونٍ أَيضاً . قال رُؤْبَةُ : عَرَفْتَ مِن ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتْقَا ... فيه إذا السَّهْبُ بهنَّ ارْمَقَّا . الحَرِيرُ : جَدُّ هذا الفَرَس وضَرْبُه نَسْلُه والمَرْئِيُّ نِسْبة إلى امرئِ القَيْسِ . قال الشَّرِيفُ النَّسّابَةُ : ويُنْسَبُ إلى امرئِ القَيْسِ بن حُجْر بنِ الحارثِ بن عَمْرو بن حُجْر آكل المُرَار بنِ عمرو بنِ مُعَاوِيَةَ مَرْقَسِيّ مسموعٌ عن العرب في كِنْدَةَ لا غيرُ وكلُّ ما عداه بعد ذلك في العرب من امرئِ القَيْسِ فالنِّسْبَةُ إليه مَرْئِيٌّ على وَزْنِ مَرْعِيٍّ . وأُمُّ الحَرِيرِ : مَولاةُ طَلْحَةَ بنِ مالكٍ رَوَتْ عن سيِّدها وله صُحْبَةٌ . الحَرِيرَةُ بهاءٍ : الحِسَاءُ مِن الدَّقيق والدَّسَمِ وقيل : دَقِيقٌ يُطْبَخُ بلَبَنٍ أو دَسَمٍ . وقال شَمِر : الحَرِيرَةُ من الدَّقِيق والخَزِيرَةُ مِن النُّخال . وقال ابن الأعرابيّ : هي العَصِيدَةُ ثم النَّخِيرَة ثم الحَرِيرَة ثم الحَسْوُ . وحَرّ كفَرّ : طَبَخَه وفي حديثُ عُمر : " ذُرى وأَنا أَحُرُّ لكِ " يقول : ذُرِّى الدَّقِيقَ لأَتَّخِذَ لكِ منه حَرِيرَةً . الحَرِيرَة : واحدةُ الحَرِيرِ الثيَابِ وهي مِن إِبْرَيْسَمٍ والحَرُورُ كصَبُورٍ : الريحُ الحارَّةُ باللَّيلِ وقد تكونُ بالنَّهَار والسَّمُومُ : الرِّيحُ الحَارَّةُ بالنَّهَار وقد تكونُ باللَّيْل قالَه أَبو عُبيْدة . قال العجّاجُ : ونَسَجَت لَوافِحُ الحَرُورِ ... سَبائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ . وأنشدَ ابنُ سِيده لجرِير : ظَلِلْنَا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّمَا ... لَدَى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرّيح صائِمِ . مُسْتَنُّ الحَرُورِ : مُشْتدُّ حَرِّها شَبَّه رَفْرَفَ الفُسْطَاطِ عند تَحَرُّكِه لهُبُوب الرِّيحِ بِسَيبِ الفَرِس الحَرُورُ : حَرُّ الشَّمْسِ . وقيل : الحَرُورُ : اسْتِيقاد الحَرّ ولَفْحُه وهو يكونُ بالنَّهَار واللّيلِ والسَّمُوم لا يكونُ إلا بالنَّهَار . في الكتاب العزيز : " ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ " قال الزَّجّاج : معناه لا يَسْتوِي أصحابُ الحَقّ الذين هم ظلٍّ من الحَقِّ ولا أصحابُ الباطِلِ الذين هم في الحَرُورِ أي الحَرّ الدّائِم لَيلاً ونَهاراً . وقال ثعلب : الظِّلُّ هنا الجَنَّةُ والحَرُورُ النّارُ . قال ابن سِيدَه : والذي عندي أَنّ الظل هو الظِّلُّ بعَيْنِه والحَرُورَ الحَرُّ بعَيْنِه وجمعُ الحَرُورِ حَرَائِر قال مُضَرِّس : بلَمَّاعِةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها ... وفاضَتْ عليها شَمْسُه وحَرائِرُهْ . وحُرَيْر كزُبَيْرٍ أبو الحُصَيْنِ شيخُ إِسحاقَ بنِ إبراهيمَ المَوْصَلِيِّ النَّدِيمِ المشهورَ . وقَيْسُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حُرَيْرِ بنِ عَبْدِ بنِ الجَعْدِ النَّجّاريُّ المازِنِيُّ أبو بَشِيرٍ : صَحَابِيٌّ قُتِلَ باليَمَامَةَ وَرَوَى عنه ضَمْرةُ بنُ سَعيدٍ وفَاتَه : عَمْرُو بنُ الحُرَيْرِ الأَسَدِيّ أخْبَارِيّ . والحُرِّيَّةُ بالضمّ : الأرضُ الرَّمْلِيَّةُ الَّليِّنَةُ الطَّيِّبَةُ الصالِحَةُ للنَّباتِ وهو مَجَازٌ . وفي الأساس : أَرْضٌ حُرَّةٌ : لا سَبَخَةَ فيها من المَجاز : الحُرِّيَّةُ من العَربِ : أشرافُهُم يقال : ما في حُرِّيَّةِ العَرَبِ والعجَمِ مِثلُه وقال ذو الرُّمَّةِ : فصارَ حَياً وطَبَّقَ بعد خَوْفٍ ... على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزَالَى . أي على أشْرَافِهم . ويقال : هو من حُرِّيَّةِ قَومِه أي مِن خالِصِهم . والحُرُّ مِن كلِّ شيْءٍ : أَعْتَقُه والحُرَيْرَةُ كهُرَيْرَةَ : ع قُرْبَ نَخْلَةَ بَيْنَ الأَبْوَاءِ والجُحْفَةِ . وحُرَيْرٌ بالضمّ : د قُرْبَ آمِدِ كذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : حُرِّينُ بالنُّون كذا في التَّكْمِلَة . وحَرُوراءُ كجَلُولاءَ بالمَدِّ وقد تُقْصَرُ : ة بالكُوفَةِ على مِيلَيْن منها نَزَلَ بها جماعَةٌ خَالَفُوا عليّاً رضيَ اللهُ عنه مِن الخَوَارِجِ . ويقال : هو حَرُورِيٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ يَنْتَسِبُون إلى هذه القريَةِ وهم نَجْدَةُ الخارِجِيُّ وأَصحابُه ومَن يعتقدُ اعتقادَهم يقال له : الحَرُورِيُّ وقد وَرَدَ أن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالتْ لبعضِ من كانتْ تَقْطَعُ أَثَرَ دَمِ الحَيْضِ من الثَّوْبِ : أَحْرُورِيَّةٌ أَنتِ ؟ تَعْنِيهم كانوا يُبَالغُون في العِبَاداتِ والمشهورُ بهذه النِّسبة عِمْرانُ بنُ حطّانَ السَّدُوسيُّ الحَرُوريُّ . ومن سَجَعَات الأساس : ليس من الحُرُورِيَّةِ أن يكونَ من الحَرُورِيَّةِ مِن المَجَاز : تَحْرِيرُ الكِتَابِ وغيره : تَقْويِمُه وتَخْلِيصُه بإِقامَةِ حُرُوفِه وتَحْسِينه بإصلاحِ سَقطِه . وتَحْرِيرُ الحِسَابِ : إثباتُه مُسْتَوِياً لا غَلث فيه ولا سَقط ولا مَحْو التَّحْرِير للرَّقَبَةِ : إِعتاقُهَا . والمُحَرَّرُ الذي جُعِلَ من العَبِيدِ حُراً فَأُعْتِقَ يقال : حَرَّ العَبْدُ يَحَرُّ حَرَارةً بالفتح أي صار حُراً . وفي حديث أبي الدَّرْدَاء : " شِرارُكم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهُم " أي أنهم إذا أعْتَقُوه اسْتَخْدَمُوه فإذا أرادَ فِراقَهم ادَّعَوْا رِقَّه . ومُحَرَّرُ بنُ عامرٍ الخَزْرَجيُّ النَّجّاريُّ كمُعَظَّمٍ : صَحابِيٌّ بَدْرِيٌّ تُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أُحُدٍ ولم يُعْقِبْ مُحَرَّرُ بنُ قَتَادَةَ كان يُوصِي بَنِيه بالإسلام ويَنْهَي بَنِي حَنِيفَةَ عن الرِّدَّةِ وله في ذلك شِعْرٌ حَسَنٌ أَورَدَه الذَّهَبِيُّ في الصَّحَابَة . مُحَرَّرُ بنُ أَبي هُرَيْرَةَ : تابِعيٌّ يَرْوِي عن أَبِيه وعنه الشَّعْبِيّ وأهلُ الكُوفَةِ . ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ في الثِّقات . ومُحَرَّرُ دارِمٍ : ضَرْبٌ مِن الحَيّاتِ نَقَلَه الصَّغانِيُّ . من المَجاز : اسْتَحَرَّ القَتْلُ في بني فلانٍ : إذا اشتَد وكَثُرََ كحَرَّ ومنه حديثُ عليٍّ رضيَ الله عنه : " حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ " . يقال : هو أَحَرُّ حُسْناً منه وقد جاءَ ذلك في الحديث : " ما رأيتُ أَشْبَه برسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلّم من الحَسَن إلاّ أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان أَحَرَّ حُسْناً منه " أي أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ . والحارُّ من العَمَلِ : شاقُّه وشديدُهُ وقد جاءَ في الحديث عن عليٍّ : " أنه قال لفاطمةَ رضيَ الله عنهما : لو أَتَيْتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسَأَلْتِه خادِماً تَقيكِ حارَّ ما أنتِ فيه من العَمَلِ " . وفي أُخرى : " حَرَّ ما أنتِ فيه " يَعْنِي التَّعَبَ والمَشَقَّةَ من خِدْمَةِ البيتِ لأن الحَرَارَةَ مَقْرُونةٌ بهما كما أن البَرْدَ مقرونٌ بالرّاحَةِ والسُّكُوِن . والحارُّ : الشاقُّ المُتْعِبُ ومنه الحديثُ الآخَرُ عن الحَسَنِ بنِ عليٍّ : " قال لأَبيه لمّا أَمَرَه بجَلْدِ الوَليدِ بنِ عُقْبَةَ : وَلِّ حارَّها مَن تَوَلَّى قارَّها أي وَلِّ الجَلْدَ مَن يَلْزَمُ الوَلِيدَ أَمرُه ويَعْيِنه شَأْنُه الحارُّ : شَعرُ المَنْخرَيْنِ لما فيه مِن الشِّدَّةِ والحَرَارَة نقلَه الصغانيُّ : وأَحَرَّ النّهارُ : صارَ حَارّاً لغةٌ في حَرَّ يَوْمُنَا سَمِعَه الكِسَائيُّ وحَكاهما ابنُ القَطّاعِ في الأَفْعَال والأَبْنِيَةِ والزَّجّاجُ في : فَعَلت وأَفْعَلت قال شيخُنا : ومثلُ هذا عند حُذّاقِ المُصَنِّفين مِن سُوءِ الجَمْعِ فإنّ الأَوْلَى التَّعَرُّضُ لهذا عند قوله : حَرَرْتَ يا يَومُ بالوجُوهِ الثلاثةِ وهو ظاهرٌ . أَحَرَّ الرجلُ : صارتْ إبلُه حِراراً أي عِطَاشاً . ورجلٌ مُحِرٌّ : عَطِشَتْ إِبلُهُ . وحَرْحَارٌ بالفتح : ع ببلادِ جُهَيْنَةَ بالحِجَاز ومحمّدُ بنُ خالدٍ الرّازيُّ الحَرَوَّرِيُّ كعَمَلَّسِيٍّ محدِّث وقال السَّمْعَانِيُّ : هو أحمدُ بنُ خالدٍ حدَّث عن محمّدِ بنِ حُمَيْدٍ وموسَى بنِ نصرٍ الرّازيَّيْنِ ومحمّدِ بنِ يَحْيَى ومحمّدِ بنِ يَزِيدَ السُّلَمِيِّ النَيسابورِيَّيْنَ رَوَى عنه الحُسَيْنُ بنُ عليٍّ المعروفُ بحُسَيْنك وعليُّ بنُ القاسم بن شاذانَ قال ابن ماكُولا : لا أدْرِي : أَحمد بن خالد الرازيّ الحَرورِيّ إلى أيِّ شيْءٍ نُسِبَ . قلْت : وهكذا ذَكَرَه الحافظُ في التَّبْصِير أيضاً بالفّتْح ولم يذكر أحدٌ منهم أنَّه الحَرَوَّرِيُّ كعَمَلَّسِيٍّ ففي كلام المصنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ وممّا يُستدرَك عليه : الحَرَرُ محرَّكةً أَنْ يَيْبَسَ كَبِدُ الإنسانِ مِن عَطَشٍ وحُزْنٍ . والحَرُّ : حُرْقَةُ القَلبِ مِن الوَجَع والغَيْظِ والمَشَقَّةِ . وأَحَرَّها اللهُ . والعربُ تقول في دُعائها على الإنسان : ما لَه أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه أي أَعْطَشَه وقيل : معناه أَعْطَشَ اللهُ هامتَه ويقال : إنِّي أَجِدُ لهذا الطَّعَامِ حَرْوَةَ في فَمِي أي حَرارةً ولَذْعاً والحَرَارَةُ : حُرْقَةٌ في الفَمِ من طَعْمِ الشَّيْءِ وفي القَلْب من التَّوَجُّع مِن ذلك قولُهم : وَجَدَ حَرارَةَ السَّيْفِ والضَّرْبِ والمَوْتِ والفِرَاقَ وغيرِ ذلك نَقَلَه ابن دُرُسْتَوَيْهَ وهو من الكِنَايَاتِ والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ وسيأْتي في المعتلّ . وقال ابن شُمَيْلٍ : الفُلْفُلُ له حَرارةٌ وحَرَاوَةٌ بالراءِ والواو والحَرَّةُ : حَرَارةٌ في الحَلْق فإِن زادتْ فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَةُ ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثمَّ العَسْفُ وهو عند خُرُوجِ الرُّوحِ . واسْتَحْرَرْتُ فُلانةَ فحَرَّتْ لِي أي طَلَبْتُ منها حَرِيرَةً فعَمِلَتْها . وفي حديث أَبي بَكْرٍ : " أَفمنكم عَوْفٌ الذي يُقال فيه : لا حُرَّ بوادِي عَوْف ؟ قال : لا " . هو عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانِيُّ كان يقال له ذلك لِشَرَفِه وعِزِّه وأَنّ من حَلَّ بوادِيه مِن النّاس كان له كالعَبِيدِ والخَوَلِ والمُحَرَّرُ كمُعَظَّمٍ : المَوْلَى ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ أَنه قال لمُعَاوِيَةَ رضيَ الله عنهم : " حاجَتي عَطَاءُ المُحَرَّرِين " أي المَوالِي أَي لأَنهم قومٌ لا دِيوانَ لهم تَأَلُّفاً لهم على الإسلام . وتَحْريرُ الوَلَدِ أن يُفْرِدَه لطاعة الله عَزَّ وجَلَّ وخِدْمَةِ المَسْجِدِ . وقولُه تعالَى حكايةً عن السَّيِّدة مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ : " إِنّي نَذَرْتُ لكَ ما في بَطْنِي مُحَرَّراً " قال الزَّجّاج : أي خادِماً يَخْدُمُ في مُتَعَبَّداتِكَ والمُحَرَّرُ : النَّذِيرُ . والمُحَرَّرُ : النَّذِيرَةُ . وحَرَّرَه : جَعَلَه نَذِيرَةً في خِدْمَةِ الكَنِيسَةِ ما عاشَ لا يَسَعُهُ تَرْكُها في دِينه ومن المَجاز : أَحرارُ البُقُول : ما أُكلَ غَيرَ مَطْبُوخٍ واحِدُها حُرٌّ وقيل : هو ما خَشُنَ منها وهي ثلاثةٌ : النَّفَلُ والحُرْثُبُ والقَفْعاءُ . وقال أبو الهَيْثَم : أَحرارُ البُقُولِ : ما رَقَّ منها ورَطُبَ وذُكُرُوها : ما غَلُظَ منها وخَشُنَ . وقيل : الحُرُّ : نَباتٌ مِن نَجِيلِ السِّباخِ . والحُرَّةُ : البابُونَجُ والحُرَّةُ : الوَجْنَةُ . والحُرَّتانِ : الأُذُنانِ ومنه قولُهم : حَفِظَ الله كَرِيمَتَيْكَ وحُرَّتَيْكَ وهو مَجازٌ . وحَرَّ الأَرْضَ يَحَرُّهَا حَرّاً : سَوّاها . والمِحَرُّ : شَبَحَةٌ فيها أَسْنانٌ وفي طَرْفِها نَقْرَانِ يكونُ فيهما حَبْلاَنِ وفي أَعْلَى الشَّبَحَةِ نَقْرَانِ فيهما عُودٌ مَعْطُوفٌ وفي وَسَطِها عُودٌ يُقْبَضُ عليه . ثم يُوثَقُ بالثَّوْرَيْنِ فتُغْرَزُ الأَسْنَانُ في الأَرْضِ حتى تَحمِلَ ما أُثِير من التُّراب إلى أن يأْتيا به إلى المكانِ المُنْخَفِض . والحُرّانِ بالضمِّ : نَجْمَانِ عن يَمِينِ النّاظِرِ إلى الفَرْقَدَينِ إذا انْتَصَبَ الفَرْقدانِ اعْتَرَضَا فإذا اعْتَرَضَ الفَرْقَدان انْتَصَبَا قال الأَزهريُّ : ورأَيتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَةً وَعَثَةً ويقال لها : رَمْلَةُ حَرُورَاءَ وهي غَيرُ القَرْيَةِ التي نُسِبَ إليها الحَرُورِيُّون فإنها بظاهِرِ الكُوفَةِ . والحُرّانُ : مَوضعٌ قال الشاعر : فساقانُ فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا ... فجَنْبَا حِمىً فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ . وحُرَّيَاتُ : موضعٌ قال مُلَيْحٌ : فراقَبْتُه حتى تَيَامَنَ واحْتَوَتْ ... مَطَافِيلَ منه حُرَّيَاتُ فَأَغْرُبُ . وحُرَارُ كغُرَابٍ : هَضباتٌ بأَرضِ سَلُولَ بين الضِّبابِ وعَمرو بن كلابٍ وسَلُول . وحُرَّى كرُبَّى : موضعٌ في بادِيَة كَلْبٍ . وأَبو محمّد القاسمُ بنُ عليٍّ الحَرِيرِيُّ صاحبُ المَقَاماتِ أَحَدُ أَجْدادِه منسوبٌ إلى نَسْج الحَرِيرِ وهو مِنْ مُشَانَةَ : قريةٍ بالبَصرةِ وغَلِط شيخُنَا فَنَسَبَه إلى الحَرِيرَة : مِن قُرَى البَصْرَةِ . وأَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الغَنَوِيُّ الحَريرِيُّ محدِّثٌ . وقاضِي القُضَاةِ شمسُ الدينِ محمّدُ بنُ عُمَرَ الحَرِيرِيُّ مِن عُلَمَائِنا رَوَى الحَدِيثَ . وأبو حَرِيرٍ له صُحْبَةٌ رَوَى عنه أبو لَيْلَى الأَنْصَارِيَُ . والحَرّانِيَّةُ : قريةٌ بجِيزَةِ مصرَ . وأَبو عُمَرَ أَحمدُ ينُ محمّدِ بنِ الحَرّارِ الإِشبِيلِيُّ كشَدَّادٍ : شيخٌ لابن عبدِ البَرِّ . والمَغَارِبَةُ يُسَمُّون الحَرِيرِيَّ الحَرّارَ قالَه الحافِظُ حزبر : الحَيْزَبُورُ بالراءِ أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال الصّغانِيُّ : هي لُغَةٌ في الحَيْزَبُون بالنون : للعَجُوزِ ولم يذكره المُصَنِّف لا في الباءِ ولا في النُّون وقد أَشرْنَا في حَرْف المُوحَّدة إِلى ذلك فراجِعْه ... المزيد